الإثنين , 20 مايو 2024

حسين المعمري يكتب: انقذوا الأمة قبل فوات الأوان!

= 1856

Hussain Mamary


قال الله تعالي ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)).

صدق الله العظيم

بعيدا عن سبب نزول هذه الآن الكريمة إلا أن ما تصفه وللأسف الشديد كأنه هو الواقع  الذي تعايشه الأمة الإسلامية اليوم في معظم الأقطار العربية، وبالأخص تلك التى إندلعت فيها الثورات العربية وأسقطت فيها الأنظمة مع قناعتي بأن بعضها كانت أنظمة دكتاتورية و قمعية ولكن للأسف في المقابل وجد  بعض المتشددين و المغرضين الفرصة مواتية لنشر سمومهم وفكرهم الخبيث في تحويل بلاد المسلمين لبحور من الدماء وساحات قتل وهرج و مرج وإتخذوا من المذاهب سبيلا لتحقيق غاياتهم وأهدافهم الخبيثة.

إنها المذاهب التي أشعلت الطائفية بين المسلمين بسببها وأصبح كل فريق يكفر الآخر. إنها المذاهب التي جعلت وكأن مفاتيح الجنة والنار بيد مشايخ و علماء الدين فيقروا أفعال أتباعهم وينكرون أفعال أتباع المذاهب الآخرى! إنها الصراعات المذهبية التى سهلت على الغرب السيطرة على مقدرات الشعوب العربية وثروات أوطنها من خلال التدخل بحجة حفظ الأمن والسلام الدوليين وفي المقابل تدفع الحكومات العربية فاتورة حرب باهظة في الدول التي شهدت تدخلا أجنبيا أما التي نأت بنفسها عن الدخول في هذه المعمة فأيضا تتكبد شراء أسلحة تحسبا لما تشهده المنطقة من حروب و عدم استقرار.

محزن جدا أن تجد أمة محمد صلى الله عليه وسلم يبتدع فيها من الطوائف والمذاهب والشيّع ما تسبب ويتسبب في قتل المسلمين بعضهم بعضا وتدمير بلادهم بأيديهم وبسلاح الغرب!

بالعودة إلى هذه الآية الكريمة، لو إفترضنا جدلاً إنها تنطبق  على حال أمة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم، وتصف ما تشهده من تعدد للمذاهب والمدارس الدينية أليس حريا بنا التفكر والتدبر بتتمة الآية الكريمة..

(( إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ))

أي أن الأمة وإن تفرقت شيعا ومذاهب فالأولى أن يكون أمرهم إلى الله هو يحاسب ويكافئ ويعاقب كل فريق بما قدم والدليل الآية التي تبعت هذه الآية الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها ولا يظلم ربنا أحدا. ولكن للأسف الشديد لم يحدث هذا وإنما أرجع الناس تحديد أمر الثواب والعقاب لأنفسهم وجعلوه بيد مشايخهم ورموزهم الدينية والنتيجة ما نشهده الآن من فرقة وشتات وما آل إليه حال الأمة من قتل وتناحر بسبب أمور مذهبية وطائفية لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم!

فأين نحن من قول الله تعالى: ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) صدق الله العظيم

على الجانب الآخر، إن ما نلحظه من خلافات في الأمة وتباين في المدارس الدينية الحالية سببه ما ينقل من السنة النبوية، فتجد كل طرف ينقل ما يتناسب مع نهجه وفكره مع حقيقة وجود تفاوت في درجة صحة الأحاديث!

وفي النهاية، كي تسلم أمتنا الإسلامية مما يحاك لها من مكائد ودسائس وتخرج مما تعانيه اليوم من فرقة وشتات، لابد أن يعي أصحاب المذاهب والطوائف أن الوسطية والتسامح والاعتدال هو السبيل للخروح من هذه الأزمة، ولكي يتحقق ذلك لابد لهم أن يعوا ويدركوا أنه ليس بالضرورة أن يفرض الإنسان فكره و منهجه على الطرف الآخر وإن كان يشعر بأنه على الحق والصواب، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).

صدق الله العظيم

شاهد أيضاً

(جميعهم أغراب)…بقلم: نبيلة حسن عبدالمقصود

عدد المشاهدات = 7855جميعهم أغراب إلى أن يثبت العكس. يظل كل شيء جميلا من الظاهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.