حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
علياء شاكر
"أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية، و لو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية". هكذا وصف نزار قباني الحب.. وقال نيتشة "المرأة لغز مفتاحة كلمة واحدة هي الحب"، كلمة قد تغير من حياة حواء وتحولها من فتاه غريبة إلى زوجة وحبيبة لزوجها، وأم حنون لأولادها، وصديقة تحتوي الأسرة بأكملها.
ولكن مع تطور التكنولوجيا وظهور مواقع التواصل تعددت حالات الإنفصال رغم أنف الحب، وأصبح جيل الفيس بوك و الواتس آب و الفايبر، جيل يعرف معنى الحب من أفلام السبكى التى تدفع للحب المبني على الغرائز و ليس حب الأنفس و الذات، وفقد الشباب معنى الحب مع استغراقه في هذه التكنولوجيا والأفلام الهابطة، وأصبح فيلم "البعض يذهب للمأذون مرتين" هو نجم الشباك في المجتمع المصري.
"حياتي اليوم" استطلعت آراء بعض الشباب والفتيات حديثي الزواج، حيث قال (أحمد 25 سنة): أنا متزوج منذ شهرين، وأعتقد أن الطلاق هو آخر حل يلجأ إليه الطرفين بعد صراع طويل في النقاش بينهما. بينما يرى (شادي 29 سنة) وهو متزوج منذ أكثر من عامين ولديه طفلتان، أن الحالة التي ممكن أن أصل بيها إلى الطلاق هي أن زوجتي لم تطع لأوامري و تنفذ أوامر أهلها فقط،أما (إسماعيل 33 سنة) قال: أنا حملت لقب مطلق بسبب إن زوجتي لا تنجب، و أما عن رجل في العقد الثالث من عمرة قال : إن لم إحب زوجتي ستكون هذة أخر الحياة بيننا فأساس الزواج هو الحب، فإن ذهب الحب أتى الطلاق في المقام الأول.
بينما قالت "سارة 29 سنة مدرسة" أنا تزوجت من شخص عشنا قصة كما تقال في الروايات، و لكن بعد مرور أربعة شهور، توالت المشاكل و الخلافات كلها تتعلق بالظروف الإقتصادية إلى أن تم الطلاق، أما "نجلاء 32 سنة ربة منزل" قالت : أنا و زوجي تزوجنا عن طريق الإنترنت، وقد كان صادقا إلى أن طلب الزواج بي، و لكنه بعد الزواج فوجئت به يخونني، ويتعرف على فتيات و يتحدث معهم بنفس الطريقة التي تم التعرف علي بها، لكني لم أطلب الطلاق رفقا بأولادي.
وتقول إمرأة "مطلقة": المجتمع ينظر لكلمة الطلاق في إنها تكمن في سبب واحد "المرأة" حتى لو أخطأ زوجها، فهي من المفترض أن تستحمل و تصبر وأيضا تحاول الحفاظ عليه في أن يقع فريسة في يد أمرأة أخرى، ولكنها أصبحت متمردة، نعم المجتمع المصري أصبح لا يعجب بالمرأة التي تطالب بحقوقها وقد ينفر الرجل الشرقي منها، فقد قالت الكاتبة سارة درويش " في بلادنا المرأة الذكية للإعجاب فقط لا للزواج..في بلدنا المرأة الذكية مخيفة لأنها تفهم، و من ثم..تتمرد.
ومن جهة أخرى، أوضح الجهاز المركزي للتعبة العامة والإحصاء إن هناك إرتفاع متزايد في حالات الطلاق بمصر، وخاصة حديثي الزواج الذي لم يبلغ سنهم الثلاثين نسبة تفوق الثلاثين بالمائة، وهنا نتوقفت لنسأل: كيف يحدث الطلاق ولم يمر على الزوجين سوى بضعة أشهر أو سنوات قليلة؟
وتجيب على السؤال، الإخصائية النفسية لبنى عاشور، فتقول: إن هناك أسباب تدفع الزوجين للإنفصال، وقد يأتي في المقام الأول عدم الإلتزام بالمنهج الديني الصحيح و القيم و المبادئ التي إعتدنا عليها، فتحدث مشاجرة قد تكون بسيطة و لكنها تنتهي بكلمة "طالق". وكذلك الفروق في المستوى الإجتماعي و الفكري و الثقافي عامل مهم، و خاصة إذا كانت الزوجة ظروفها الإقتصادية أعلى من زوجها أو انها حصلت على مؤهل دراسي أعلى منه، وشعور الزوج بعدم التوافق معها قد يلجأ لأساليب العنف كالضرب و الإهانة فتندفع الزوجة لإستخدام هذا السلاح للتخلص منه.
كما ان الشاب أو الفتاة في البداية يتصورا الحياة وكأنها جعلت فقط للحب الرومانسية، و سرعان ما يصطدمان بالواقع الذي يحمل معة المسؤلية، ونظرا لصغر سنهما يؤدي لحدوث الطلاق، وهناك سبب و لكن قلما حدث بسببة الطلاق وهو ما يسمى "بالفشل الجنسي"، و تأتي الخيانة أيضا من ضمن الأسباب التي تدفع إلى الطلاق. بالإضافة لوجود ضغوط العمل، و التقنية الحديثة التي جعلت ترابط الأسرة يتفكك، حيث يعيشون تحت سقف واحد و لكن كل شخص في حياتة "موبايله أصبح مملكته"، و قد يكون لتدخلات الأقارب والأصدقاء في المشاكل الزوجية دور في نشوب الخلافات المستمرة والتي تنتهي بالطلاق.
وأما الدين فيحض على كل ما يطيل عمر الزواج كالصبر والمرونة في التفكير وعدم العناد أو العنف والحفاظ على المودة والرحمة بين الزوجين، وأوصى رسولنا الكريم الرجال بالنساء خيرا، كذلك أوصى النساء الاهتمام بإرضاء أزواجهن كما جاء في الحديث الشريف "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" ولا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها..
