الخميس , 9 مايو 2024

وردة الحسينى تكتب: مصر ترد ..!

= 1480

Warda Hosainy

 

نجاح كبير حققته الدبلوماسية المصرية مؤخرا، وهذا ليس في نتائج  اللقاءات المهمة التي عقدها الرئيس السيسي علي هامش مشاركته بالقمة الافريقية في كيجالي أو في الإعداد للمشاركة الفاعلة بالقمة العربية التي تبدأ الاثنين في نواكشوط..فرغم أهمية ماسبق إلا أن هذا التفوق تبلور في الموقف الذي اتخذناه بمجلس الأمن الدولي والتعاطي بحرفية مع محاولة تركيا إصدار بيان لإدانة الأحداث الأخيرة بها، وهذا الموقف كان مؤشرا قويا لدور مصر بالمجلس وردا بليغا علي التدخل التركي الدائم في الشأن المصري، والقائم علي الدعم المطلق للإخوان.

فقد تخيل أردوغان بوصول المعزول لحكم مصر أن هذا سيحقق حلمه وأسلافه العثمانيين في السيطرة علي مصر، وذلك بعدما كان  ذلك بعيد المنال ، فبالرغم من خضوع مصر لسلطة حاكم تعينه اسطنبول، تمتعت عملياً بالحكم الذاتي لفترة طويلة من الحكم العثماني، بل وحاولت الإستيلاء علي الإمبراطورية العثمانية في القرن ال ١٩، وهددت بإسقاط السلطان العثماني ذاته لولا تدخل المملكة المتحدة وفرنسا.

وبسبب يونيو تكرر الفشل الذريع في السيطرة علي مصر.. وقد تمثل الرد  المصري من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، في  تعديل «طفيف «كما وصفته خارجيتها، بإحدي الصياغات التي تضمنها البيان المقترح،  حيث اقترحت مصر استبدال  عبارة تعلقت بإحترام الحكومة المنتخبة ديمقراطياً بتركيا، بعبارة تطالب باحترام المبادئ الديمقراطية والدستورية وحكم القانون، والتي يطيح بها الطاغية أردوغان حاليا، وهذا لايدخله فقط في صدام مع خصومه وإنما مع شعبه كذلك، الذي  كان ملاذه الأول والأهم لمواجهة الإنقلاب الذي جري ضده، وسيكون لذلك  أيضا تأثير سلبي علي مستقبله السياسي، وتأجيج الصدام مع الإتحاد الأوربي، الذي طالما تمني أردوغان الإنضمام إليه.. فإجراءاته القمعية سترفع من حدة القلق الأوربي من ذلك الجار «المتسلق» الذي سبق وأن إستغل ملف اللاجئين لإبتزاز أوربا، ووظف علاقاته القوية بداعش بتعميق الإرهاب في دولها.

يبقي ان نري قلقا من نوع تركي، وليس مصريا كما عودونا، من «بان كي مون» ومنظمة العفو الدولية.


—————-

Wardaelhusini@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 2510 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.