من فترة طويلة تعرضت لازمة نفسية طاحنة خسيت على إثرها حوالي 20 كيلو … الفترة دي كانت تحول في نظرتي للأشياء …. رحت وقتها كليتي وده طبعا بعد التخرج بفترة والتقيت أستاذي …دكتور أنسي قاسم … استاذ الصحة النفسية…. وكان نعم الأب والصديق… شافني في الممر..شبه عليا من كتر وهني وقلة وزني…. سلمت عليه بعد ما هاله الألم في كل خلية فيا… ودعاني لتناول القهوة في مكتبه…
ودار حوار طويل لاكتر من ساعة عن تحولي من فتاة كالفراشة لظل امرأة… بعدها قالي مشكلتك انك مبتحبيش نفسك يا وئام…. بتحبي كل شئ الا نفسك…. بتبذلي روحك حتى للأشياء الميتة…
قلتله… انا حاسة اني زي اللي بيحاول أن يوضئ الناس بالحب … ولكن الناس يحبون بالذنب… اندهش لمرارة تعبيري… وقالي وهو بيسلم عليا… وعيناه يملؤها الامتنان… انا كده مش خايف عليكي… لأنك امرأة لا تكسرها الاحزان والايام …. واحزانك احزان شريفة صديقة…. عايز أشوفك بعد سنة وانت لازلت توضئين الناس بالحب …. مش هتموتي يا وئام….
بعدها قويت واعلنت ضراوة قلبي بالحب على الحياة… وبعد سنة فعلا اشتريت صحبة ورد ورحت للصديق الأب امنحه زهوري وفاءا لكلماته التي جعلت مني امراة اقوى من الأيام …
وقفت امام مكتبه المغلق بالقفل … فاذا بأحد اساتذتي يخبرني برحيل دكتور انسي من الحياة…. بكيت ووضعت الزهور امام عتبة مكتبه وقرأت الفاتحة…. ودعوت الله أن يوضئه بحبه في الجنة ….
رحمة الله على اناس احتضنوا الحب فاحتضنهم حب الله.