الأربعاء , 8 مايو 2024

هبه حسين تكتب: عاشق العلم

= 1518

Heba Hussain


«جميعنا راحلون وسيبقي العلم».. هذه الجملة الشهيرة للعالم المصري أحمد زويل تؤكد أن بصماته العلمية في المجتمع المصري والعالمي ستظل محفورة في التاريخ حتي وان رحل عن دنيانا، ومثلما عشق زويل العلم منذ طفولته ومارسه ما يقرب من 50 عاما، سيخلد العلم اسمه ليس فقط لحصوله علي جائزة نوبل في الكيمياء وعشرات الجوائز وشهادات التكريم ولكن لإنشائه أيضا مشروع مصر القومي للعلوم والتكنولوجيا الذي يحمل اسمه .

ورغم أن حلم زويل لم يكتمل، لكنه قطع خطوات هامة علي طريق تحقيقه، فأمنيته أن تصبح «مدينة زويل» في مستوي معهد كالفورنيا للتكنولوجيا «كالتك» الذي يشغل فيه أعلي منصب لعلم الكيمياء في الولايات المتحدة وأن تصبح يوما ما ضمن أفضل 100مؤسسة علمية علي مستوي العالم . 

هذا الحلم كشف عنه صاحب نوبل في نهاية 2011 بعدما وافقت الحكومة المصرية علي تنفيذ مشروعه الذي ظل معطلا طوال 11 عاما دون مبرر منطقي، وكان رأيه دائما أن «مصر تستحق ومصر تستطيع». ولهذا لم ييأس من تحقيق حلمه الذي يكتمل ببناء هرم مصري جديد بمفهوم القرن الـ21..انه هرم التكنولوجيا، أحد أضلاع مثلث مدينة زويل لتحويل الأفكار الي واقع من خلال كيانات صناعية توظف الابتكار وتربطه بالانتاج القومي وهوما يسمي بالشركات الناشئة.

لم يكن العلم بالنسبة لزويل مجرد وسيلة لنشر الأبحاث ونيل الجوائز وهوما يسعي اليه نسبة كبيرة من العلماء، ولكن عشقه للعلم جعله يصف تفاعل الذرات بمشاهدة زهور جميلة أولوحة فنية كما جاء في حواره مع مجلة «نيتشر» العلمية المرموقة . كما أنه أراد أن يستفيد المصريون من علمه، فواصل إلحاحه لتحقيق حلمه. 

وفي العام القادم سيفتتح المقر الجديد لمدينة زويل والذي وضع العالم الكبير حجر الأساس له علي مساحة 200 فدان ليتيح انطلاقة كبري للمدينة لتساهم بفعالية في علوم القرن الـ21، ولهذا كان دائما يوصي تلاميذه من شباب الباحثين وطلاب العلم ومعاونيه في المدينة أن يكملوا مسيرته وحلمه لتخريج علماء المستقبل.

واذا كانت الجامعة وهي مملوكة للشعب المصري الذي ساهم بتبرعاته في بنائها ستستمر في تحقيق أهدافها كما أكد الدكتور صلاح عبية الرئيس الأكاديمي للمدينة حيث تتضمن جامعة ومعاهد ومراكز بحثية تضم نخبة من العلماء المتميزين من كافة أنحاء العالم في أدق وأهم التخصصات العلمية ومئات الطلاب المتفوقين، فان التكريم الحقيقي للعالم الراحل لايجب أن يقف عند توديعه في جنازة عسكرية ولكن في دعم الدولة لاستمرار الحلم الكبير الذي لم يكتمل بعد والذي آثر أن يدفن بجواره في مدينة 6 أكتوبر وجهز مقبرته بها قبل 6 أشهر.. رحم الله دكتور زويل.

—————-

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 1104 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.