الثلاثاء , 7 مايو 2024

هبة حسين تكتب: في مواجهة الشائعات!

= 1530

Heba Hussain

 

ما بين حين وآخر نفاجئ بظهور شائعات في ظل الغموض المحيط ببعض الأمورالتي تمثل أهمية للمصريين وآخرها أزمة اسطوانات البوتاجاز وتخفيض سعر اللحوم، وهذا النوع يسري أسرع من تسريب أخبار جيدة سواء من خلال التفاعل الشخصي بين الناس أو عبر وسائل الاعلام أو التواصل الاجتماعي.

ويزدهر سوق الشائعات في مناخ انعدام المعلومات المؤكدة من مصادرها المعروفة، ولهذا فإن تهاون الجهات المختصة في نشر البيانات يكون بمثابة الوقود القابل للاشتعال بنار الإشاعة التي تهدد مصداقية المؤسسة المستهدفة. 

وتستفيد الشائعات من وجود قلق مجتمعي خوفا من التعرض لأزمات كبري وانتشار الجهل وعدم الوعي وأيضا البطالة التي تسبب فراغا في حياة الناس وغياب الثقة في بعض المسئولين بسبب انعدام الشفافية بالاضافة لوجود استهدافات خارجية ضمن الحرب النفسية الموجهة ضد البلد وتراجع منظومة القيم الدينية والأخلاق. 

وعلي مستوي شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وواتساب، فإن ترويج الشائعات بالنسبة للبعض يعد الوسيلة الأمثل لجذب أنظار الآخرين دون مجهود يذكر وبلا مقابل ولكن بعد فترة يرتد هذا السلاح ضد صاحبه عندما يكتشف المتفاعلون معه أن أخباره ليست سوي أكاذيب.

عند ترشحه في 2008 واجه الرئيس الأمريكي أوباما عاصفة من الشائعات تتعلق بانتمائه الديني ونشأته وبتصريحات زوجته المثيرة للجدل، فاستخدم أسلوبا مبتكرا في المواجهة حيث أطلق موقعا علي الانترنت باسم »حارب الأكاذيب» ضم جميع الشائعات التي تطارده مقرونة بتفنيدها وتفسير أسباب اطلاقها، ورغم أن هذا الأسلوب يخالف تماما الحكمة التقليدية التي تنصح بالمضي قدما في الطريق وتجاهل الشائعات الا أنه أثبت نجاحه بتمكين أوباما من الوصول لمقعد الرئاسة رغم كم اللغط الذي أثير حوله.

ومواجهة الشائعات بدلا من تجاهلها يتوافق مع الدراسات النفسية الحديثة التي تشير الي أن سياسة «لا تعليق» هي أكبر خطأ يرتكبه من تستهدفهم الشائعات، فالناس بحاجة لمعرفة الحقيقة. والتفنيد الأمثل للشائعة لا يكون بنفيها وانما بتقديم معلومة تفسيرية عن سبب ظهورها والمستفيد منها. وهذا التكتيك عند تنفيذه بمهارة وبسرعة في بداية انطلاق الشائعة سيحدث تغييرا ايجابيا من عدة نواح. كما يجب تعقب مروجي الشائعات واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم.

واذا كان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء يحرص علي المتابعة والرصد الدوري للموضوعات المثيرة للجدل في وسائل الإعلام وعلي شبكات التواصل بهدف توضيح الحقائق، الا أن اتاحة هذه المعلومات عبر الفيسبوك أو في التليفزيون المصري لايكفي للوصول لجميع طوائف الشعب، فالأمر يحتاج للتواصل السريع مع كافة أجهزة الاعلام لتوعية المواطنين قبل أن تحقق الشائعة الغرض من ورائها .

———

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 1051بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.