الجمعة , 17 مايو 2024

نهال مجدي تكتب: كاتالونيا وأخواتها

= 2102

أنظار العالم تتجه الآن صوب إسبانيا تتابع عن كثب بقلق وترقب أحداث الكلاسيكو السياسي بين مدريد وكاتالونيا وتنتظر نتيجته النهائية؛ فبعد أن باغت الإقليم الحكومة الإسبانية بهجوم خطير على شباكه ودعا للانفصال وأقام الاستفتاء رغم أنف مدريد ومحاولات عرقلة هذه الهجمة بالقوة إلا أن كاتالونيا استطاعت إحراز هدفا محققا في مرمى الخصم.

ولكن الحكومة الإسبانية قامت بهجوم عنيف وضاغط لأقصي درجة مؤخراً استطاعت فيها إقالة رئيس إقليم كاتالونيا ورئيس شرطتها وحلت البرلمان وأعلنت أنها ستدير الإقليم مباشرة وستقيم انتخابات مبكرة في الإقليم ديسمبر المقبل، وأحرزت مجموعة أهداف في مرمي الإقليم المتمرد سحقت فرصه في الفوز.

ولكن هذا الكلاسيكو السياسي لايحسم اللاعبون الأساسيون فيه وحدهم نتيجته ولكن المراقبين والحكام لهم القول الفصل فيه؛ فبعد هذا الهدف الأخير في مرمى كاتالونيا احتسبته كل من: فرنسا، وألمانيا، وإنجلترا، والولايات المتحدة هدفا صحيحا، ودعموا الحكومة الإسبانية وكان موقفها الرسمي المعلن هو عدم الاعتراف بهذا الإقليم المتمرد الذي أعلن انفصاله من جانب واحد عن مدريد. وهذا الموقف يذكرنا بمحاولات كردستان في الإنفصال الذي رفضته كلا من بغداد وإيران وتركيا وسوريا، خوفاً من أن تنتقل حمي الانفصال لبلادهم، أيضاً كان المراقبون هم من يحددوا نتيجة المباراة والتي كانت لصالح بغداد حتي الآن.

خطورة هذه المباراة الإسبانية تكمن في أنها ليست محلية كما يعتقد البعض ولكن لها تأثيرات عالمية يسمع صداها في إيطاليا على سبيل المثال التي تفكر بعض أقاليمها في الانفصال، وفي بريطانيا التي أصبحت مهددة بانفصال إسكتلندا وأيرلندا، وفي باريس التي تدعو ماري لوبان والتيار اليميني المتطرف إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، وحتي فيما وراء المحيط حيث هناك دعوات على استحياء تطالب باستقلال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة، وهذه تأثيرات لايمكن أن تقبل بها أوروبا التي عانت كثيرا لتتكتل مرة أخرى بعض أن مزقتها الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها الملايين وتركتها مدمرة تماما.

هذا بخلاف أنه إذا وصل قطار الانفصال إلى أوروبا فلن يوقفه شيء وستصبح حمى تجتاح العالم، وهو ما يعتبر ردة حضارية يعود فيها العالم إلى قبائل، وعشائر تحكم قطع صغيرة من الأراضي ويتحول العالم مرة أخرى إلى إمارات متناحرة ينتهي معها شكل الدولة كما نعرفه.

 

شاهد أيضاً

أشجار الزيتون تنقذ اقتصاد دولة عربية..كيف حدث ذلك؟

عدد المشاهدات = 1387 أزاحت صادرات زيت الزيتون مخاوف تخلف تونس عن سداد التزاماتها المالية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.