في شئون العمل هناك ثلاثة أنواع من الناس .. نوع يعمل ،ونوع لا يعمل ،ونوع يعطي الانطباع بأنه يعمل في حين انه لا يفعل شيئا ذا قيمة.
وبمتابعة آداء بعض الأجهزة التنفيذية في مصر تجد النوع الثالث هوالأغلب دائما .. دائما ما تسمع حديثا عن خطط واستراتيجيات ،وتري لقاءات واجتماعات ومشاورات ،ثم بروتوكولات تعاون وندوات ومؤتمرات ثم تقرأ تصريحات تعطيك انطباعا بأن مشاكل الكوكب سيتم حلها في أشهر معدودة ،ثم يمر الوقت وتبحث عن العائد النهائي من وراء كل ذلك فلا تجد شيئاً علي ارض الواقع.
كل ذلك لأن المسئول يفكر في اعطاء رئيسه ثم الرأي العام انطباعا بأنه يبذل جهدا جبارا ،وان هناك ما يتم التخطيط له ، كما أن هناك ما يتم انجازه. كلها طلقات ذات صوت عال تصم الآذان الا أنها لاتصيب هدفاً ولا يأتي من ورائها فائدة ترجي.
ما نسمعه في مجال مكافحة الإرهاب يكفي لملء مجلدات، الا اننا نصحو بين حين وآخر علي فاجعة تدمي القلوب. ما حدث في طنطا والأسكندرية يوم الأحد الماضي فاجعة بكل ما تحوي الكلمة من معان، أحزنت قلوب المصريين المسلمين قبل المسيحيين. ورغم أن اليوم كان عيدا للمسيحيين وحدهم إلا انه بعد أن اكتسي بالحزن والسواد طال الجميع مسلمين ومسيحيين.
الأحداث لا تتناسب مع حجم ما نسمعه من اجراءات لمكافحة الارهاب خاصة أن احد المتهمين في الحادث كان قيد الضبط والاحضار في أحدي القضايا، ورغم ذلك تمكن من التخطيط والتحضير لجريمته وقام بتنفيذها دون أن يعترضه أحد.
الأمر يحتاج لمنظومة عمل متكاملة تنفذها الدولة في عدد من القطاعات. خطة عمل نري آثارها أكثر من ما نسمع عنها.