في رد فعل غير متوقع رد صاحب أحد الأكشاك علّي بغضب عندما تعجبت من ارتفاع سعر احدي السلع مرتين خلال شهر واحد.
الرجل قال بلهجة حادة »انتومش هتحسو بينا إلا بعد 10 سنين لما تبقوا زينا دلوقت، ونكون احنا متنا من الجوع».. !
لا أنكر علي الرجل تأففه، ولا حتي ضجره. كما اتفهم حالة الغضب لديه. فقط أقلقني عدم قدرته علي ادراك المسئول الحقيقي عما وصل إليه حاله وذلك بسبب ما يتم تصديره إليه دائما عبر ابواق الدولة من ان الحيتان الكبار هم سبب فقره، وقد ظن الرجل بحكم المظاهر الخادعة بأنني انتمي لطبقتهم..
ايهام الفقراء ان الأغنياء سبب فقرهم محاولة للنصب علي الفئة الأولي، وتوريط للثانية. وهو ايضا ايغار للنفوس، ولذلك آثاره علي استقرار المجتمع..
الدولة هي المايستروالذي عليه ضبط الإيقاع. ولواخطأ أحد العازفين لا يقع اللوم عليه وحده، خاصة إذا تقاعس المايسترو عن أداء دوره، كما يكون من الظلم في هذه اللحظة إلقاء اللوم علي عازف آخر مع إعفاء المايسترو من المسئولية..
هذا الي جانب الوعي الذي يجعل الناس تدرك من يتحمل المسئولية فيما وصل إليه حالهم، وهو ما يحققه التعليم الذي سيفعل الكثير في بلد ضائع..لا أدافع عن الكبار،فقط اري ان الخطأ ليس خطأهم وحدهم، وانما خطأ دولة أخفقت في ضبط الإيقاع. دولة تمنح تسهيلات ودعما للمستثمرين ثم تقف مكتوفة الأيدي أمام تهرب بعضهم من الضرائب..
دولة أخفقت في إدارة ملفاتها واحدا تلو الآخر ثم يخرج رجالها وأبواقها ليحدثوا الناس عن جرم الضجر من الأسعار. وفي علم النفس يستخدم الشخص "الإسقاط" كإحدي الوسائل الدفاعية لإنكار أخطائه ووصم الآخرين بها، بهدف حماية نفسه، وإضعاف موقفهم..
علي الدولة ان تتحمل مسئوليتها في ضبط الايقاع ولا تتركنا في حالة النشاز التي نعيشها، والتي اصبحت تصم الآذان.
————
mona.alazab@gmail.com