الأربعاء , 8 مايو 2024

منى العزب تكتب: محطات للتاريخ..!

= 1459

Mona Azab 3


لايبقي من اي أزمة إلا ما يسجله التاريخ عنها .. كلها تمر تاركة خلفها شهادات بحق كل اطرافها، وانطباعات عن كل من أدلى بدلوه خلالها،  حتي لو مرت الأزمة دون ان تنصف من كان يستحق الانصاف. فهناك مكسب دائم من الأزمات باعتبارها فرصا ذهبية لتقييم أشخاص ربما لم تسمح الظروف باختبارهم من قبل.

وفيما يتعلق بأزمة نقابة الصحفيين الأخيرة تابعت أداء كل الأطراف .. البرلمان والنيابة العامة والوزارات السيادية، وحتي نقابة الصحفيين ومجلسها.

ولأننا اعتدنا ان يأتي الحل دائما من الرأس، كما حدث في ازمة نقابة المحامين عندما اعتدي احد ضباط الشرطة علي محام بالحذاء،  انتظرت أداء  يعكس الموقف الخفي تجاه ازمة الصحفيين. وبالفعل عكست تصريحات بداية الأزمة ذلك وكان أولها "الصحفي مش علي راسه ريشة".

يا سادة .. الريشة ليست علي رأس الصحفي ولو كانت علي رأسه لضرب المحامي بالحذاء، ولوضع حذاءه فوق رأس الطبيب، ولضرب سائق التاكسي وبائع الشاي وغيرهم كثيرون . الريشة كانت دائما في يد الصحفي يغمسها في مشاكل المواطنين ويكتب بها آلامهم ومطالبهم ولذا فقد صنعت الكلمة كثيرا في عمر الشعوب الذي نسي الكثير منهم الآن ماذا فعلت الريشة في يد الصحفي طيلة هذه السنوات. لا أبرئ الصحفيين من وجود بعض الأخطاء، فلن نحتفظ بمصداقيتنا إلا اذا طرحنا أخطاءنا قبل محاستنا، ولكن أخطاء الصحفيين لا ترقي إلي مستوى خطايا الشرطة، والفارق كبير بين الأخطاء والخطايا.

يوما ما ستنتهي الأزمة كما انتهت ازمات كثيرة قبلها، ولن يبقي منها الا ما قامت به كل الأطراف، بما فيها أجهزة الدولة،  من إجراءات تجاهها. سيذكر التاريخ في اي عهد حاصر الأمن نقابة الصحفيين، ومنعوا اعضاءها من الدخول دون ان يجرؤ أحد علي حسابهم.

كما سيذكر ان برلمان الشعب لم يقدم استجوابا لوزير الداخلية. وسيذكر مواقف الوزارات السيادية، والتي يتولي الرئيس تعيين وزرائها، وعلي رأسها الخارجية والداخلية. وسيقف كثيرا امام تصريحات وزير الخارجية تجاه القضية، كما سيذكر قيام وزارة الداخلية بحصار النقابة ووقوف الصحفيين امام الحواجز الحديدية بالساعات وعبور "مواطنيها الشرفاء" لهذه الحواجز.

 فالحق يبقي مدعوما بقوته، اما الباطل فيبقي ضعيفا رغم كل محاولات مسانديه. ولايصح في النهاية دائما إلا الصحيح. وكما قال الأديب الفرنسي فكتور هوجو "جيوش العالم لا تستطيع هزيمة فكرة حان وقتها".

——————

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 1376 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.