الأحد , 19 مايو 2024

منى العزب تكتب: صافرة البداية

= 1160

Mona Azab 3


التضارب الشديد بين مشهدي عبور اول السفن لقناة السويس الجديدة والصورة الذهنية للغرقي من ضحايا صندل الوراق تدعو إلي الانتباه ،ثم سرعة التحرك، واتخاذ مايلزم من اجراءات.

مشهد السفن تعبر القناة يبعث بالفخر ،ويؤكد ان الارادة المصرية قادرة علي انجاز اي شئ مهما كان صعبا ،وفي اقل وقت ممكن. في حين كان غرق ضحايا الصندل يؤكد ان هناك حاجزا منيعا بين القدرة الخارقة علي الانجاز ،وبين الاخفاق والإهمال ،تمثله مؤسسة الفساد الجاثمة علي صدر الوطن منذ عقود.  

المشهد يدعو إلي التفكير جديا في استثمار يوم  6 اغسطس ،يوم افتتاح مجري قناة السويس الجديدة. ليكون بداية لتغيير ثقافة الشعب في التعامل مع مبدأ الإنجاز.الدولة هي من يملك ذلك ،وهي ايضا من يملك ضبط ايقاع العمل في كل مؤسساتها لتكون علي نفس مستوي ايقاع العمل في قناة السويس الجديدة من حيث سرعة الانجاز وجودته.

صافرة البداية في يد الجهاز التنفيذي بدءا من رئيسه ومرورا بوزرائه وحتي رؤساء كل الهيئات والقطاعات. تطهير الثوب القضائي .. حظر النشر في القضايا يزيدها بريقا ،ويلفت الانظار اليها اكثر مما تحتمل ،ويفتح المجال امام الكثير من التساؤلات ،واحيانا التكهنات التي قد لا تكون في صالح اطراف القضية ،وقد تسئ اليهم اكثر من نشر تفاصيل القضية.

وربما يقف اعلان الحقائق ،مهما كانت قاسية، امام اطلاق الكثير من الشائعات التي تزيد من حجم الإدانة ولا تنقصها. كما يمس مبدأ مهما في المجتمع ،وهو مبدأ الشفافية عندما نحرم الرأي العام من حقة في استجلاء الحقائق.

ولو كان حظر النشر يهدف للحفاظ علي نقاء الثوب القضائي عندما تتتعلق القضية بأحد رجاله، فعلينا ان ندرك ان القضاه بشر. بينهم من يحملون كل الطبائع البشرية بخيرها وشرها. ووجود عنصر دون المستوي بينهم لايمثل اهانة لمجمل القضاة ،حتي لو ثبتت ادانته.

فالقاضي المتهم هو واحد من بين نحو 14 الف قاض هم عدد القضاة في مصر. وهم قادرون علي تطهير ثوبهم والحفاظ علي نقائه. حظر النشر لم يمنع الاخوان وغيرهم من التلاسن حول سمعة الرجل ،والتي مازالت قيد التقاضي فهو برئ حتي تثبت ادانته. وربما ادي حظر النشر إلي ادانته اجتماعيا قبل ان ينطق القضاء ،اويقول كلمته الفاصلة.

————–

Mona.alazab12@gmail.com

 

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 2578 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.