لم تفاجئني ردود فعل المصريين الذين شعروا بالغيرة على أرضهم فالأرض جزء من كيان المصرى وليست كيانا ملحقا به.
الغضب المصرى العارم من تعديل الحدود المصرية السعودية يؤكد ان ما ظهر من عدم اهتمام المصريين بالشأن السياسي في الفترة الأخيرة كان احباطا من الأنظمة ومن جدوى المشاركة. وليس عدم انتماء للوطن وهو ما يؤكده رد فعل معظم المصريين تجاه اتفاقية تعديل الحدود المصرية السعودية.
لن اخوض فى تفاصيل القضية فلست مع حديث غير المتخصصين فيها. ولكن فقط اؤكد على عدد من النقاط.
اولا : لم نعد فى العصر الذى يمكن لشخص واحد فيه ان يتخذ قرارا بنفس أهمية قرار اعادة ترسيم الحدود منفردا. فهناك شعب من حقه ان يعرف بحقيقة ما يتعلق بأرضه التى هى بالنسبة له "عرضه" قبل غيره ، وليس من غيره كما حدث.
ثانيا: كنا فى حاجة لمن يخرج علينا ليتحدث الى الشعب فى هذه القضية الهامة ويوضح له الحقائق قبلها وخلالها وليس بعد التوقيع بستة ايام.
ثالثا: التعامل مع الشعب المصرى بإستهتار له عواقبه غير المحمودة ولا يمر مرور الكرام. فالشعب ليس شريكا فى الحكم ، وانما هو من يحكم. وكما فوض يوما فى بعض مهامه قد يسحب تفويضه كاملا فى لحظة اذا شعر انه يتم تجاهله وتجاوزه .
هى نقطة نظام .
قد يكون هناك فرصة لتجاوز ما حدث وتعديل المسار اذا تم إجراء استفتاء شعبى مقرونا بوثائق رسمية تحدد الموقف من الجزيرتين سبب الأزمة، مع ملاحظة ان الخطابات ليست وثابق رسمية ,خاصة عندما تنشر دون نشر الرد عليها ,كما أن آراء المحللين ليست وثائق ، هى مجرد رؤى قد نتفق او نختلف عليها ،لكنها لاترق الى منزلة الحقائق التى يمكن ان تبنى عليها الحدود التى هى خطوط حمراء يصعب تجاوزها.
انتبهوا ايها السادة.