الأربعاء , 15 مايو 2024

منى العزب تكتب: الفريضة الغائبة!

= 1730

Mona Azab 3


آفة حارتنا التخوين فرغم كل ما يبذل من جهود في الفترة الأخيرة إلا أن عائد هذه الجهود لا يتناسب مع حجمها. . ونتساءل ما هي الحلقة المفقودة بين هذه الجهود وما نراه بالفعل من نتائج علي ارض الواقع؟

كل أطراف المنظومة من حكومة وبرلمان تعمل في إطار طرف واحد وتمثل صوتا واحدا ورؤية واحدة ثبت قصورها في حين لا نجد من يمثل صوت المعارضة. فالدول المتقدمة لا تسير علي ساق واحدة ،وانما ساقان تمثل احداهما المعارضة الوطنية ،وهو ما نفتقد لدوره رغم شدة حاجتنا إليه.. الأداء الأعرج الذي نراه حاليا هو نتيجة طبيعية لغياب المعارضة ،والتي غابت لأسباب كثيرة كان منها عدم فهم المعني الحقيقي لها أوالإدراك لمدي أهميتها من جانب البعض. بجانب عدم قدرة المعارضة علي إضافة رؤي جديدة بما يمثل اضافة حقيقية. هذا الدور المفقود هو الساق الأخري الغائبة ،والتي تم شلها لسنوات..  

أما الآن فمع تحديات كثيرة داخلية وخارجية نحتاج إلي علاج تلك الساق المشلولة  لتقوم بحمل الدولة مع الساق الأخري ،وتركض بها إلي ما يطمح إليه الجميع حكاما ومحكومين..وبدلا من أن يبحث النظام في سبل علاج الساق المريضة نجده يستعين "بعكاز" الأجهزة الأمنية والذي يصلح لأن يكون عصا غليظة يتم البطش بها في حين أنه ليس الا آداة تصلح للاستعانة بها في السير لعدد محدود من الخطوات  وبسرعة محدودة. أما من يطمح في الركض فلا يستعين بعكاز.. القرار في يد النظام .. إما ان يستعين بالساق الأخري للدولة ويقويها ويدعمها ليستفيد بها أو أن يترك العنان " للعكاز " ويتحمل نتائج بطشه والتي قد تهوي به في لحظة.

مهاجمة أية مبادرة جديدة سواء كانت "لطرح البديل" أو "لتفعيل الدستور" هو إصرار علي مسيرة عرجاء لاجدوي من ورائها. وتخوين لكل من يسعي لطرح فكر بديل وفي ذلك إهدار للكثير مما نحتاج إليه في المرحلة الحالية . الوضع جد خطير والمؤشرات خير دليل .. ارتفاع الأسعار ،وتدهور الجنيه أمام الدولار كلها مؤشرات علي سوء الإدارة  والحاجة إلي بديل .. البديل ليس شخصا كما يظن الجهلاء  والذين أصابهم الفزع من طرح مبادرات ورؤي للخروج من الأزمة.

النظام القوي المتكئ علي انجازاته لا يفترض أن يزعجه البديل وانما الطبيعي أن يكون أكثر ما يزعجه سوء الأداء. وعليه ألا ينكره بل يعترف به ويسعي لمواجهته مستعينا بأي مصدر لفكر جديد ،وساعيا للإستفادة منه ورافضا لتخوين الموالين لهذا الفكر. فالمحصلة النهائية في حالة نجاحه تعود اليه وتصب في مصلحته وأي انجاز يضاف إليه حتي لو كان بمساعدة صديق.
———-

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 2209 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.