الثلاثاء , 7 مايو 2024

منى العزب تكتب: الســــبوبة!

= 1539

Mona Azab 3


عندما امتلك رجال الاعمال صحفا أو قنوات إعلامية كانت تلك نقطة بداية جديدة في مسار العمل الإعلامي المقروء والمرئي والمسموع، بداية حديث المصالح ولغة المال.

وبالرغم مما أحدثه ذلك من حراك في ممارسة العمل الصحفي الذي ظل راكدا لسنوات كنتيجة طبيعية للركود السياسي الذي أحدث ركودا في كل شئ حتي في منظومة الاعلام، الا انه انتج صحافة جديدة هي اقرب للقارئ، لتكون سلعة رائجة، وفي نفس الوقت تؤدي دورها الآخر كوسيلة حماية ودعاية لصاحب المال.

وقد اختلف شكل المنتج الصحفي حسب مالكه، اتجاهاته وافكاره، وايضا مصالحه. إلا أن الفترة الأخيرة شهدت نوعا آخر من الملاك.فظهرت قنوات اعلامية تثير الكثير من علامات الاستفهام.

فكيف يمكن لنا ان نتخيل ان صاحب إحدي القنوات الجديدة، وهو صاحب سلسلة محلات شهيرة ، والذي تعرض للمساءلة القانونية أكثر من مرة لعدم ترخيص منتجاته من وزارة الصحة، يمكن ان يقدم لنا اعلاما خارج نطاق المساءلة، واقصد المساءلة المجتمعية.

وهل يملك صاحب القناة فكرا يسعي لترويجه أو رؤية إعلامية جديدة ومبتكرة يسعي لارسائها؟ أم يرغب فقط في الحصول علي وجاهة امتلاك قناة فضائية يستطيع الظهور من خلالها وقتما يشاء للترويج لمنتجاته الأصلية؟ وهل يمكننا من خلال قناته التي يمكن ان تتحول يوما ما إلي مجموعة قنوات أن نري برنامجا «سبايسي»  وبنكهة جديدة؟

ليس لدي شك في قدرة الرأي العام علي اكتشاف القيم من الغث، ولو بعد حين، ولكن ما يزعجني هو قدر التخبط والتضليل الذي ستقدمه هذه النوعية من القنوات للرأي العام حتي يدرك جمهور المشاهدين قيمتها الحقيقية.

مايحدث للاعلام ليس بعيدا عن السياسة فهما دوما وجهان لعملة واحدة إذا صلح أحدهما صلح الآخر وإذا فسد فسد الآخر. وليكن إصلاح الوضع السياسي هو نقطة البداية الصحيحة لاصلاح منظومة الاعلام المتردية.

ولان للإعلام سطوة لا يمكن انكارها. فقد ساند مبارك وكان احد ادواته في الاستمرار اكثر مما يستحق.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 658 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.