حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
على كثرة تداول الإعلام العربي والمواقع العربية لقضية المخدرات الرقمية , فقد روجوا لها بشكل مكثف ومجاني من خلال التركيز على تهمة "المخدرات" للملفات الصوتية، بدل التركيزعلى مسألة الترويج نفسها لتجارة تتلاعب بالناس، وخصوصاً المراهقين بهدف الربح المادي ..
يوجد ملفات صوتية تصدر نغمات متنوعة قد تكون موسيقى هادئة كموسيقى التيبت ، أو صوت الرياح والمطر أو صوت اشتعال الحطب بالنار ، أو إيقاع متواتر كالذي يصدر أثناء البحث عن تردد معين في الراديو …إلخ . هذه الملفات تستخدم كتقينة مُساعدة في ممارسة اليوجا والتنويم المغناطيسي، حيث تهدف للمساعدة على تصفية العقل من الأفكار المزدحمة والاسترخاء بشكل أسرع .. تدعى هذه الملفات بـ subliminal binaural beats
أعتقد أنها أثبتت فاعليتها فوصفت بأن لها مفعول المخدرات كوصف إيحائي على أنها ساعدة ا بتقنية اليوجا وغيرها بالاسترخاء وخلو البال من آلاف الأسئلة والأفكار والصور التي تراوده..
لكن كعادة هذا العالم الغارق بسواد أفعاله وضمائره .. فكما يوجد من يتاجرون بالحروب والأزمات الانسانية من خلال تجارة الأسلحة و الأعضاء البشرية والعمالة السياسية .. فهنالك من راق لهم فكرة التجارة بالمخدرات بشكل معاصر يحاكي التطور التكنولوجي الذي سلب الناس حياتهم ..!
فبتعديل بسيط على تلك الملفات الصوتية وجعلها كأنها خلفية صوتية لأحد اللحظات الحابسة للأنفاس في أروقة قصر قوطي أًصبح الهيروين الرقمي جاهزا. ثم تسويقه في المواقع الالكترونية واجتذاب المراهقين، ومن لديهم فضول لتجريب ما هو جديد والمدمنين الحقيقيين للمخدرات الراغبين بوسائل جديدة أكثر أمانا يتم البيع !
ومن يشتري مخدراته سيدمنها طبعاً ! ومن أدمن شيئا أضره .. وما أكثر ما ندمنه في حياتنا ويضرنا .
ولأن الـ subliminal binaural beats فعالة حقاً . . تبدو النسخة التخديرية قد عملت عملها مع الزبون المدمن ! .
بعض الدراسات العلمية تؤكد ضرر تلك الملفات الصوتية، وباعتقادي يكمن الضرر بأنها تؤثر على كهرباء الدماغ وذلك بسبب الترددات المتفاوتة للموجات الصوتية التي تتعرض لها كل من الأذن اليمنى والأذن اليسرى مما يسبب خللا .. وكثرة التعرض لهذا الخلل هو ما يضر لاحقاً وخصوصاً لكثرة استعمال السماعات التي تشكل أخطار كثيرة أصلاً.
باعتقادي ما يجب التحذير منه ومكافحته هو عملية البيع والشراء ، وذلك من خلال محاسبة من يتاجر ويقبض أموال الترويج والتوزيع .. و أيضاً بتوعية الناس بعدم تبديد أموالهم و تشتيت عقولهم و تصديق أوهام يبيعها تجار وصوليون بتهويل قدرة "الملفات الصوتية" على منافسة الهيروين والماريجوانا.
