الثلاثاء , 14 مايو 2024

مرفت العريمي تكتب: حالة حب..!

= 2486

Mervat Oraimy 2

 

تحلو الحياة بالحب وتكتمل السعادة بالعطاء، شعور جميل ينتاب الإنسان الذي يحب..  المفهوم الحقيقي للحب هو حالة من التسامي الروحي والعقلي  ينتج عنه مجموعة من الأفكار والخيارات الايجابية والخيرة، طاقة لذيدة تساعدك على الإنجاز والتضحية لمن تحبهم، من أجمل صور الحب حب الأم التي تظل تعطي بدون مقابل حتى آخر يوم من حياتها وهي سعيدة حتى وإن كانت متألمة ففلذات أكبادها هم كل شيء في هذه الحياة، هذه المشاعر لا يملكها الإنسان فقط بل كل كائنات والمخلوقات التي خلقها الله تعالى فالشجرة تحمينا بظلالها وتطعمنا بثمارها، والجبال تمنحنا من جسدها المعادن حتى نعيش حياة مرفهة.. فالكل يحب بطريقته..

إنّ إجمل من وصف مفهوم الحب هو الشاعر الفلسطيني صالح الهواري في قصيدة بعنوان الحب عطاء، قال فيها:

ما أجـمـل أن نحـيا ســعداء        لا حــقـد يســـود ولا بغـضــاء
أزهــــار الحـــب تظـلـــلـنا        فـي دنيا تغـمــرها الأنــــداء
نتقـاسم خــبز مـحـبــتـنا            ونشد على أيـــدي الضـــعفاء
للطـير نعـمِّــر أعشــاشـــا         ونرد عـن الكــــون الظــلــماء
نزرع وردا نشعل شــمعا          نعطي نعـطــي فالحــب عطـاء
كن لي سندا كن لي عونا          لا تـحــلو الدنــيا دون إخــــــاء

وتحدث الأبهيشي في كتابه "المستطرف في كل فن مستظرف" واصفا العشق بلسان أحد حكماء خراسان الذي نصح بعض الأدباء فقال: اعشقوا، فإن العشق يطلق اللسان ويفتح جبلة البليد والبخيل ويبعث على التلطف وتحسين اللباس وتطبيب المطعم ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشريف الهمة. وأكدت الدراسات العلمية حقيقة تأثير الحب على الصحة ومفهوم الحب هنا ليس فقط العلاقة الزوجية بين الذكر والأنثى بل علاقات الصداقة والمودة بين افراد المجتمع.

فقد وجد الباحثون أن القلب حينما نشعر بالحب أو أية أحاسيس إيجابية مثل الشفقة والرحمة والاهتمام..يقوم بإرسال رسائل معينة إلى الدماغ ليفرز هرمونات الحب التي  تؤثر بشكل إيجابي على الصحة، لذا ينصح الباحثون أن نتحول من حالة التوتر والغضب إلى حالة الحب لتجنب أمراض العصر بالضغط والسكري والقلب.. فالحب يطرد عنا شعور القلق والتوتر.

 كما أن الحب يساعد على التعافي من الأمراض وسر الشباب الدائم ، فقد قامت جامعة في ولاية اوهايو بعمل دراسة في هذا الشأن واعطت لمجموعتين من الأرانب كمية كبيرة من الأغذية المشبعة بالكوليسترول، المجموعة الأولى تلقت الرعاية والاهتمام أما الثانية فقد  تركت لتعتني بنفسها، وجاءت النتائج ان نسبة الكوليسترول في أوعية المجموعة الاولى لم تتجاوز 10% أما الثانية التي حرمت من الرعاية والحنان فكانت نسبة إصابتها كبيرة.

 قصة حب جميلة قرأتها قبل أيام بين رجل هندي من طبقة فقيرة أحب فتاة سويدية التقى بها اثناء زيارتها للهند، هذا الفتى الذي كان من طبقة المنبوذين اتبع قلبه وبرؤية والدته التي أخبرته يوما عندما عاد من المدرسة سعيدا لأنه تلقى معاملة لطيفة من زوجة المفتش الإنجليزي الذي لاحظت أنه منبوذ بين زملائه، فقالت له يوما ما سيرتبط قلبك بفتاة بيضاء من الغرب من برج الثور ، هذه الكلمات ظلت ترن في أذنه على الرغم من قسوة الحياة، وكبرت معه أحلامه حتى التقى بها ووقع في حبها،  وعلى الرغم من الفارق الكبير بينهما إلا أن نظرتهما الإيجابية للحياة لم تمنع هذا الزواج الذي استمر لعقود أربعة وأنجب منها و أصبحوا اليوم يساعدون أبناء الطبقة المنبوذة في الهند بمنحهم منح تعليمية يقول ماهانانديا (عندما أكون معها أشعر بأنني أعلى من السماء، وأتوقف عن كوني منبوذاً، غيرت من نظرتي تجاه ذاتي).

الحب هو عطاء لا محدود بلا مقابل والعطاء ينمو وثمر عطاءات أخرى، يصور البعض الحب بالغيرة والأنانية وحب التملك وإلغاء الآخر فنسمع ونرى الكثير من القصص التي انتهت أمام أول مواجهة حقيقية مع الحياة عند أول اختلاف للآراء.

في مقابل ذلك، نقرأ  كثيرا عن حالات الحب انتهت بالطلاق وحدثت لأسباب بسيطة كانت يمكن أن تنتهي لو أن ما جمعهما هو الحب الصادق، هناك من انفصل عن زوجته لأنها أصبحت بدينه، وهناك من تركت زوجها لأنه فقد شعره، و صداقات قديمة تنتهي لاختلاف في وجهات النظر.

في كل مرة تشعر فيها بالضيق او الحزن عليك بتفكير في شيء جميل أو شخص تحبه كي تستعيد الطاقة الإيجابية وتشعر بالهدوء والراحة، وعند تكرارك هذا التمرين ستتغير حياتك..فتغيير اتجاه تفكيرك إلى شيء جميل، أو لحظة سعيدة عشتها له المردود الإيجابي على نفسيتك.

يحتفل العالم كل عام بعيد الحب، يوم وحب يعبر فيه الناس عن حبهم لبعضهم لكن تخيل ماذا يحدث لو احتفلنا عشر دقائق كل يوم بحب الناس والحياة والوطن والطبيعة وكل شيء جميل، أكيد سيكون عطاؤنا أكبر وأفضل لأننا ببساطة سنتحلى بصحة جيدة ونمتلك من الطاقة. فالقوة  تأتي باستمرار العطاء في هذه الحياة، كما يقول تشارلي شابلن لا نحتاج إلى القوة فقط عندما نريد أن نقوم بعمل مؤذٍ، وإلا فإن الحب وحده يكفي للقيام بكل شيء.. حياتكم سعادة وحب لا يتوقف.

—–
* مرفت بنت عبدالعزيز العريمي، كاتبة عمانية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 570 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

تعليق واحد

  1. بمناسبة عيد الحب لا يسعني الا أن أحي المرأة العراقية والعربية بتحية شاعرنا الأكبر الجواهري
    انا وكل جهودنا للخير رهن جهودهنه وحدود طاقات الرجا للصيقة بحدودهنه وصمودنا في النائبات مرده لصمودهنه نحوسهن نحوسنا وسعودنا بسعودهنه التضحيات الغر صنـع شموخهن وجودهنه قالوا الشهيد فقلت : ويـح ثواكل بوحيدهنه حملنه تسعا وخط ن عليه سمر جلودهنه حتى اذا ما ردت الامال بعض شرودهنه اوجدنه وفدينه خوف الردى بوجودهنه واليوم جيرة لحده يحفرن سود لحودهنه لله اية رقة وقساوة في عودهنه عمرننا بجهودهنه وهدمننا بصدودهنه زن الحياة بوعدهنه وشنها بوعيدهنه الموت لصق جلودهنه والنار تحت جليدهنه ومصارع الابطال في التاريخ خدن مهودهنه عظة من الفولاذ كي ف اذبنه بحديدهنه حييتهن بعيدهن ولممت شمل عديدهنه وحشدت احسن ما استطعت ازفه لحشودهنه منهن محض العاطفات فهن محض قصيدهنه وقبست من سجع الحمام الرجع من تغريدهنه حييتهن بعيدهنه من بيضهن وسودهن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.