الأربعاء , 8 مايو 2024

محمد صقر يكتب: العمر مجرد رقم!

= 1630

“العمر مجرد رقم” هي مقولة أو عبارة كثيرا ما كانت تقع عيني عليها و كثيرا ما قد كنت أقرأها و هي تجري مجرى الحكمة حتى رأيت ما قد جعلني أغير وجهة نظري هذه تماما بل و أوقن كل اليقين بأنها تمثل حقيقة و واقعا ملموسا.

فلقد تأكدت أن العمر هو مجرد رقم حينما رأيت حارس المرمى رشوان ربيع – حارس عرين قلهانة – لا زال موجودا بالملاعب و لا زال بصفوف نادي قلهانة بالقسم الرابع حتى الآن رغم أنه صاحب اثنين و خمسين عاما فبغض الطرف أن عالم كرة القدم لا يتم الاعتراف فيه إلا بالجهد المبذول و بالقدرة على العطاء إلا أنه لا مانع أبدا من اعتبار رشوان ربيع صورة تجسد لنا أن العمر ما هو إلا مجرد رقم و لا مانع أبدا أيضا أن نأخذه كمثال حي يثبت لنا ذلك إذ أنه قد صرح أكثر من مرة لعديد من المصادر الصحفية و الإعلامية بأنه لازال بكامل إرادته و عزيمته.

كما قد تأكدت أيضا أن العمر ما هو إلا مجرد رقم حينما رأيت تهاني الزيلع – و هي امرأة سورية الجنسية – تتخرج في الجامعة و هي في طريقها نحو الخامسة و الخمسين من عمرها بل و أكدت هي بنفسها لأكثر من مصدر صحفي و إعلامي نثق بهم أن أحلامها لم تتوقف بعد عند هذا الحد فحسب أنها تود مناقشة رسالة الماچيستير بعلم النفس الصيدلاني و تأمل أيضا أن تحصل على منحة دراسية لمتابعة الدراسات العليا حتى و إن كلفها هذا الأمر التنقل و الترحال و السفر بعيدا عن سوريا.

و لقد تأكدت أيضا أن العمر هو مجرد رقم حينما رأيت چيسون أرداي الإنجليزي و الذي ترجع أصوله إلى قارة إفريقيا أستاذا بالجامعة بعمر الثمانية عشرة عاما ليكون بذلك أصغر أستاذ جامعي بكامبريدچ و ذلك رغم معاناته الطويلة من الأمية و قد ذكر أرداي ذات يوم أن معلمه قد أخبره بأنه يستطيع الإنسان دوما أن يحقق كل ما يريد و كل ما يرغب فيه بالعمل الجاد كما قد ذكر أرداي أنه قد كتب في يوم من الأيام على جدار غرفته أنه سيصبح أستاذا بكامبريدچ أو أكسفورد و بالفعل هو ما قد كان.

ولقد تأكدت أيضا أن العمر هو مجرد رقم حينما رأيت تشارلز هاسكينز قد حصل على درجة الدكتوراة في إحدى جامعات أمريكا و هو ابن التاسعة عشرة عاما و ذلك عام 1890 على الرغم من ارتباط كلمة الدكتوراة في أذهان الكثيرين منا بالسن الكبيرة كما يعتبر هاسكينز واحدا ممن أسهموا في وضع الأنماط الأولى للدراسات العليا و كذلك فهو يعد أول مؤرخ للعصور الوسطى بالولايات المتحدة.

وهنا و قبل أن أسدل الستار على ما قد كتبته يجدر بي أن أنصح نفسي و إياكم بألا ننساق وراء من يقولون لنا أننا ما زلنا صغارا و لم نصلح لشيء ما و ألا ننساق أيضا وراءهم إذا قالوا لنا أننا أضحينا كبارا و قد فاتتنا الفرصة فهذا و إن قيل بالفعل هو لغط و لا قيمة له و ذلك ببساطة شديدة لأن العمر ما هو إلا مجرد رقم فما بال أولئك الذين قد ذكرناهم أعلاه و أقول أنه من انساق وراء مثل هذه الأقاويل فلا يلومن إلا نفسه فو الله ما دمنا نحلم و ما دمنا نعمل لأجل أحلامنا فلا مستحيل أبدا فالأحلام مجانية للجميع و ما سعى ساع إلا استطاع.

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 2111بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.