السبت , 18 مايو 2024

لماذا حصلت سلطنة عُمان على تقدير الدول الأقل تلوثا على المستوى العربي؟

= 1520

علم عمانى


تحليل كتبه : أحمد تركي

لم يأت حصول سلطنة عُمان على المرتبة الأولى عربيا باعتبارها أقل المدن العربية تلوثا لعام 2016 من فراغ أو محض الصدفة، وإنما جاء نتيجة جهد وعمل دؤوب ومتواصل من جانب الحكومة العُمانية، وبمشاركة واعية ومتواصلة من جانب المواطن العماني أيضا، كما جاء بسبب آداء منظومة متكاملة من التخطيط والتنسيق والاهتمام بالبيئة، بدأ تنفيذه منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن وعلى مدار ستة وأربعين عاماً متواصلة من البناء والتنمية في شتى المجالات.

وإذا كان موقع "نومبيو دوت كوم " الإلكتروني الذي تأسس عام 2009 في صربيا، قد ضم في مؤشر هذا العام 211 مدينة حول العالم، واعتمد على معايير محددة في عملية التصنيف، شملت جوانب ومجالات التلوث المختلفة، بما في ذلك التلوث السمعي، وعدم الرضا عن المساحات الخضراء والحدائق، والمناظر غير الحضارية، وغيرها من عوامل التقييم، فان هذا الاستحقاق العُماني وهذه المرتبة المتقدمة، الأولى عربيا والسادسة آسيويا، والتاسعة والستين عالميا من حيث قلة التلوث، هي في الواقع ثمرة طيبة لجهود متعددة ومتكاملة أيضا، على صعيد التخطيط وتنسيق المدن، والعناية بالحد من مختلف مصادر التلوث في السلطنة.

كما تأتي سلطنة عُمان ووفقاً لتوجيهات القيادة السياسية في مقدمة الدول التي أولت عناية واهتماماً خاصاً بالبيئة، والتي أسهمت بالتأكيد في الوصول إلى هذه المرتبة المتقدمة.

فمن المعروف أن الاهتمام بالبيئة العمانية قد بدأ مبكرا، وهو اهتمام متواصل على امتداد السنوات الماضية وحتى الآن، حيث إن أول وزارة للبيئة في المنطقة العربية أنشئت في سلطنة عُمان منذ سنوات طويلة ، وتقوم وزارة البيئة والشؤون المناخية بدور كبير في العناية بكل ما يتصل بالحفاظ على البيئة والحد من التلوث، بما في ذلك الحد من الضوضاء والتلوث السمعي.

بل إن العناية العمانية بالبيئة امتدت إلى المستويات والمنظمات الخليجية والإقليمية والدولية إيمانا من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، بأهمية الحفاظ على البيئة والحد من التلوث بالنسبة لحياة الإنسان، وليس مصادفة أن تكون أول جائزة عالمية لصون البيئة هي جائزة السلطان قابوس التي تمنحها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة كل عامين، وذلك منذ عام 1989، وهي تمنح لأفضل الأعمال في مجال صون البيئة على المستوى الدولي

وإذا كانت السلطنة قد حظيت بهذه المرتبة الرفيعة، فان الحفاظ عليها ، وتحسين الترتيب على المستوى العالمي يتطلب ليس فقط استمرار الجهود المبذولة من جانب كل الهيئات المعنية، ولكنه يتطلب أيضا تعاون المواطنين والمقيمين، من أجل الحد من التلوث بكل أنواعه، والحفاظ على نظافة وجمال مسقط وكل مدينة عمانية، لتكون السلطنة دوما في صدارة الدول.

وليس غريباً على سلطنة عُمان أن تحقق هذه المكانة، ففي سنوات سابقة ضمت السلطنة اجمل المباني على المستوى العربي ، وصنفت مسقط كأجمل مدينة عربية، وذلك من جانب منظمة المدن العربية، وفي العام الماضي حصلت على المرتبة السادسة عربيًا والـ 62 عالميًا في مؤشر التنافسية العالمي، وعلى المركز الثاني عربياً في مؤشر السعادة العالمي، وعلى المركز السابع في جودة الحياة بحسب قاعدة البيانات الدولية الإلكترونية وعلى المرتبة الاولى عالميا في معدل سرعة التنمية البشرية وعلى المرتبة الأولى عالمياً أيضاً في ارتباط التنمية البشرية بعناصر غير العائدات النفطية وذلك وفق تقرير سابق للتنمية البشرية صادر عن الامم المتحدة والذي صنف 135 دولة على مستوى العالم.

شاهد أيضاً

صحيفة عمانية: هذه سلطنة عُمان وهذه قوتها

عدد المشاهدات = 3577 قبل عقد ونصف من الزمن كان «البعض» ما زال يعتقد أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.