الأربعاء , 8 مايو 2024
السلطان قابوس بن سعيد

فلسفة عُمان التعليمية قاطرة محورية تعزز التنمية البشرية المستدامة

= 1874

مسقط – خاص

على مدى نصف قرن تقريباً، ومنذ انطلاق مسيرة البناء والتنمية العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس، حظي التعليم بوجه خاص والتنمية البشرية بوجه عام ، باهتمام كبير ومتواصل، ليس فقط من منطلق أن التعليم هو البوابة الأساسية لبناء وإعداد وتأهيل المواطن العماني، ليكون شريكا أساسيا ومؤثرا أيضا في صياغة وتنفيذ برامج التنمية الوطنية في كل المجالات، ولكن أيضا من منطلق أن التنمية والبناء على الصعيد الداخلي تعتمد بالضرورة على الأيدي والعقول العمانية ، التي منحتها القيادة السياسية الفرصة لتقوم بدورها المنشود، في كل المجالات وعلى مختلف المستويات .

إذ يُعد رأس المال البشري (الموارد البشرية) أحد العناصر الأساسية في بناء التنمية، ويعني بها المهارات والمعرفة التي يحصل عليها الفرد لزيادة قيمته في سوق العمل مثل الخبرة والتعليم والتدريب وهذه العناصر الثلاثة هي التي تكون رأس المال البشري.

وقد شرعت سلطنة عُمان منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم بالاهتمام بالتعليم، حيث أكد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان على ضرورة التعليم ولو تحت ظل شجرة، وذلك من أجل بناء منظومة تعليمية حديثة، تحتوي على بنى أساسية متطورة، تسعى للاستفادة من التقنيات الحديثة.

وقد شهدت المنظومة التعليمية تطورا نوعيا وكميا في مكوناتها وعناصرها المختلفة، وذلك إدراكا من القائمين عليها أن قطاع التعليم من أهم القطاعات التي يجب على كل الشعوب أن تضعه في سلم أولوياتها، فإذا صلح التعليم صلحت كل قطاعات المجتمع، فبالعلم ترقى الشعوب وتسمو الأمم، وبه تشاد وتعمر الأوطان ويقاس تقدمها.

فالاستثمار في الموارد البشرية مثل الدماء الجارية في شريان الاقتصاد الوطني، الأمر الذي يزيد من الثروة القومية على مستوى السلطنة، ولا يمثل الاستثمار في الموارد البشرية في دعم مادي لمؤسسات التعليم العامة لكن أيضاً دعم الإنفاق على جودة التعليم للحصول على عناصر بشرية مؤهلة تأهيلا جيدا ومزودة بمهارات للقيام بأعباء العمل المتطور.

ومع الوضع في الاعتبار التطور الكبير، بل الطفرة الملموسة على صعيد التعليم في السلطنة، خلال العقود الماضية ، والحرص العميق على التفاعل مع مختلف التطورات في هذا المجال، الذي يتسم بالتأثر بالكثير من العوامل، محليا ودوليا ، فانه بات من المهم والضروري بلورة رؤية، وفلسفة متكاملة للتعليم في السلطنة، تنطلق مما تحقق بالفعل على الأرض خلال السنوات الماضية ، وهو كثير وتسعى في الوقت ذاته إلى استيعاب متطلبات التنمية الوطنية في مراحلها القادمة.

وفي هذا الإطار ، واستمرارا لجهود عديدة وكبيرة من جانب العديد من المؤسسات العمانية ، اعتمد السلطان قابوس بن سعيد، فلسفة التعليم في السلطنة.

وفي ظل الحقيقة المتمثلة في أن فلسفة التعليم تعني ببساطة الفلسفة التي يتم على أساسها، وفي إطارها بناء المواطن العماني، عبر مراحل التعليم المختلفة، وبما يمكنه من بناء حياته، وشق طريقه كعنصر فاعل وإيجابي في المجتمع، وإدراك التفاعل والتكامل بين المصلحة الذاتية ومصلحة المجتمع والوطن في الوقت ذاته.

فإن فلسفة التعليم في سلطنة عُمان تحتوي بالضرورة، مصادر رئيسية ومبادئ وأهدافا عامة للتعليم في السلطنة، لتكون مرجعا لبناء السياسات التعليمية، وموجها نحو التطوير المستمر للتعليم في جميع مراحله وأنواعه، وبما يحقق في النهاية تعليم وإعداد وبناء الأجيال العمانية، لتقوم بدورها الوطني المنشود والمنتظر منها، سواء في الحفاظ على مكتسبات التنمية التي تحققت في كل المجالات، أو بالإضافة إليها وتطويرها لتكون عمان دوما منارة للعلم وللسلام والبناء والاستقرار، وهو ما يعزز في النهاية التنمية البشرية المستدامة في الحاضر والمستقبل.

شاهد أيضاً

مشاركة مصرية متميزة في مهرجان الوطن العربي للابداع الثقافي الدولي بصلالة

عدد المشاهدات = 12995   مسقط، وكالات: اختتمت بمسرح مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.