الخميس , 26 يونيو 2025

“شوك بلا ورد”..بقلم المهندس: بهاء السنباطي

= 2232

البداية كانت مختلفة ،،،،، لما تكن تعبر البداية أبدا عن هذه النهاية !!!
‎كان يوم توحي بدايته بإنه مثل أي يوم عمل عادي ،،،،، بداية فاترة بدون حماس ،،،، أوراق و امضائات و قرارات وعصبية و توتر ،،، يوم عادي بكل ما تحتويه الكلمة من معني ،،،،،

‎الي أن ذهبت لتقديم ورق روتيني إلي مدام رشا في مصلحة الضرائب ،،، ” مدام رشا مجتش النهاردة ،،، روح للأستاذة “راندا ” رد علي الأستاذ حسين بهذه الكلمات دون أن يبذل عناء النظر إلي و هو مندمج مع ساندوتش الفول و النظر إلي الجريدة ….
‎توجت إلي الغرفة المجاورة لتقديم الورق إلي الأستاذة راندا و الانصراف سريعا لتمضية بقية اليوم مع موظفين آخرين علي نفس الدرجة من الاستهتار بالوقت و العمل ،،،

‎الأستاذة راندا ،،،،، نعم !!!!!! توجهت بنظري إلي مصدر الصوت لأجد كائن من نوع آخر ،،، كائن لم ندرسه من قبل في كتب الأحياء و التاريخ ،،،،، كائن لا توجد كلمات في اللغة قادرة علي وصفه ،،،، كائن فيه بعض الشبه بالكائن الانثوي لكن منذ متي و الكائن الانثوي يشع نورا بهذا الشكل ،،،، منذ متي و الكائن الانثوي فيه هذا القدر العالي من الجاذبية الكفيلة بربط المجموعات الشمسية جميعا بخيط واحد ،،،،، منذ متي و الكائن الأنثوي فيه هذا القدر من السحر الذي يجبرك علي التصفيق بمجرد ظهوره امامك ،،،، منذ متي و الكائن الأنثوي بهذه العذوبة التي تتمني ساعتها أن يتوقف الكوكب عن الدوران للإستماع لحرف واحد من صوته ،،،،، منذ متي و يوجد مثل هذا الكائن في كوكبنا ،،،،، إنها راندا !!!

‎لم أتمالك نفسي وقتها إلا و الأوراق تنساب من بين يدي علي الارض و أنا انظر في عينيها مباشرة بدون أي قدرة علي الكلام ،،،،، لم أفق إلا علي أصوات كثيرة مرتفعة تنادي ،،،” خير يا استاذ ،،،، أنت كويس ” لملمت الأوراق واعتذرت بلطف و توجهت إلي هذا النجم المشع الملقب ب .. راندا ،،،،

‎أنا الأستاذ باسم من الشركة المصرية لتقديم الإقرارات لسيادتكم ،،،،،، رأيت بسمة تحاول جاهدة أن تتواري من فوق شفتيها و هي تقول ” اتفضل ” !أخدت تقلب في الأوراق و تمنيت و قتها أن أكون ورقة من ضمنهم لاستمتع بنظرة من عينها إلي ،،،،، ” الورق مظبوط …. هقدمه و حضرتك تقدر تسأل عليه بعد اسبوع ” و تبعت الكلام بنظرة و إبتسامة مجاملة رقيقية معناها ‘ اتفضل ‘ …. لم استوعب وقتها معني اتفضل ديه ،،، هل بعد ما رأيت عيني هذا النوع من الزهور نادرة الوجود اتركه و اتفضل !!!! لم اعرف ماذا أفعل وقتها غير أني حاولت اطالة الوقت في أسئلة بدون أي هدف مثل “و الصح أن الورق يبقي مختوم من فوق ولا تحت ،،،،،، هو الورق يفضل تجميعه بدوس دباسة ولا في دبوس مشبك ” …

‎استطعت ان اكسب بها بعض اللحظات الخاطفة التي تعد من عمري بأجمل اللحظات و أن أستمع فيها للإجابة من هذه الوردة الناطقة … راندا !انصرفت من المصلحة ليس في تفكيرى او حياتي وسوي كيف و متي سوف اقابل هذا الملاك مرة اخري …. و يومها لم أذهب لأي مصالح أخري و امضيت اليوم في مكتبي انظر بتامل في وصل الاستلام الذي استلمته من الاستاذة راندا أحاول رسم وقع أصابعها علي هذا الوصل الذي اعتبرته وقتها ورقة مهمة يجب أن توضح في برواز كالوحة فنية نادرة الوجود …..

‎أمضيت الأسبوع و أنا علي شوق لاذهب مجدادا الي راندا ، و مع بداية اليوم توجهت مباشرة إلي راندا محاولا أن اكتسب بعض اللحظات من النظر إليها و هيا منهمكة في النظر إلي الموبايل و الضغط علي بعض الأزرار ،،،، ثم لاحظت وجودي و النظر إليها قائلة ” افندم ” …. رديت بتلقائية .. مين !!!!!!!!!!!! فكان كل تفكيرى في من التي تبذل راندا مجهودا و تعطيه وقتها و تكتب له علي الموبيل !!!!!!!افندم !!!!!! سمعت افندم ديه بحدة اضافية منها و يتغللها نظرة استنكار واضحة ،،،،، حاولت تدارج الموقف سريعا قائلا …. مين اللي مسؤول علي ملف الشركة المصرية الي قدمته لحضرتك الاسبوع اللي فات ،،،، حضرتك ولا مدام رشا …. !!!

‎نظرت إلي نظرة ذات مغذي قائلة ” حضرتك تقدر تتابع مع مدام رشا ،،، هيا جت من الأجازة ” كان وقع هذه الكلمات صادمة علي ،،،، مدام رشا جت !!! ….. فكيف و متي و بأي حجة سوف أقابل راندا ( اللي كانت بتكتب رسالة علي الموبيل مش عارف لسه لمين ) مرة اخري !!!!!!!!!و من هنا بدأت مرحلة جديدة في حياتي مليئة بالاحداث التي كان محورها فقط ،،،، كيف اقابل راندا وسط هذا التجمع البشرى من موظفين و رواد هذه المصلحة الحكومية وخاصة بعد ما مدام رشا رجعت من الاجازة !!!!!!

— الجزء الاول و انتظرونا في الجزء التاني ( حلقة مدام رشا ) —

شاهد أيضاً

سهير عمارة - كاتبة 023

“مسرح الحياة: حين ينتصر الزيف وتُغتال الحقيقة” بقلم: د. سهير حسين عمارة

عدد المشاهدات = 5492 الحياة ليست سوى مسرح كبير، تتعدد عليه المشاهد، وتتشابك فيه الأدوار، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.