الثلاثاء , 21 مايو 2024

“شنطة قمامة”…مقال تكتبه د. إلهام الدسوقي

= 2555

اقبض على مقود السيارة بقوة بعد يوم عمل شاق خشية أن يفلت من يدي بتأثير البرد الشديد، تنسحب الشمس من ميدان السماء تاركة مكانها بالتدريج ليحتله القمر فيستبد الظلام يملأ الأرجاء قبل أن يهل القمر في ليلة قمرية ليتم بدرا ينير ظلمة المكان، الطريق طويل، يؤنس وحدتي أضواء السيارات المارة وأصوات التكاتك تدك بقوة الأذان لتنتبه.

كوبري يلي الآخر يقرب المسافة إلى البيت،. أحمد الله وادعوه أن أنام هادئة البال وصافية النفس.

ضوء السيارة أمامي يزعج عيني فانتبهت له. تكتوك يسير أمامي على بعد أمتار قليلة يلقى بشيء في الطريق أمامي، جعلني اشمئز ممن يلقى بقاذوراته في عرض الشارع النظيف، تقترب سيارتي وتوشك على المرور فوق كيس القمامة، لأجد ما يسحب انفاسي ويقبض قلبي ويدمع عيني.

انه رضيع سقط من أمه وأصيب في رأسه وتوقعت أن أسمع صوت العويل والصراخ ليقف التوكتوك ولكن لم يحدث ما توقعت. واستمر في السير بسرعة لتزيد دهشتي وقررت تتبعه لاستطلاع الأمر بعد أن أكدت لي مرآة سيارتي الجانبية توقف السيارات خلفي لتلتقط الرضيع.

بدأت السرعة في الهدوء واشارة الانتظار تنبئ بالتوقف فوقفت خلفه ودلفت بجانبه لأرى من فيه فإذا بذو الشارب الطويل والملامح الغليظة يترجل في حذر ليستطلع الأخبار من المارة.

ماذا حدث، لماذا هذه الضجة؟

صاح ذو الملامح الغليظة وهو يرمقني بنظرة تنذرني الا أفصح عما رأيت والا سيحدث مالا يحمد عقباه فانكمشت بداخل السيارة واسرعت بها لأعود لموضع الحادث أطمئن على الرضيع بعد أن وجدت التوكتوك بلا أرقام أو هوية، لأجد من التقط الرضيع ليبلغ به ويثبت ما حدث فاطمئن قلبي لأنه لم يتأذى من الارتطام بالأسفلت وتمنى أن يجد من يحنو عليه بعيدا عن غلظة القلب ولم تستطع عيني حبس دموعها بعد أن أيقنت اننا في عصر الجهل وأنه لا مكان للحكماء وأما النوم الهادئ فقد فارقني إلى غير رجعة.

——————

– خبير السلوك المهني

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 4309 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.