الأربعاء , 8 مايو 2024

شاهندا البحراوي تكتب: ومن الحب ما قتل..!

= 1233

Shahenda El Bahrawy

 

الإنتحار من أكثر الظواهر التي إنتشرت مؤخرا في أرجاء مصر.. رغم انها محرمة دينيا قبل إن تكون أخلاقيا والسؤال الذي يطارد فكري الشريد ويطارد العديد منا
ما الذي يفكر فية المنتحر قبل إنتحاره وما هو الإحساس الذي يقوده إلي مثل هذه الأفعال؟

وما هي الأسباب المؤدية لوضع حد للحياة وكيفية إستحواذ فكرة الموت علي عقول بعض الأفراد؟!

وبما إنها ناتجة عن صراعات داخلية متفاقمة إذن لابد من وجود علاقة وطيدة بين تفاقم هذة الصراعات وخصوصا في الأجيال القادمة وبين التطورات الإجتماعية الحاصلة، وهذا يدعو إلي وجود الإعتقاد بوجود تفاعل غير سوي بين المنتحر وبيئتة الخارجية..

وهذا ما توصلت إليه عندما إنتشرت الظاهرة في بلدتي وكانت حوار أهل البلدة حين ذاك هي قضية إنتحار شاب وفتاة بسبب الحب وبسبب رفض أهلها لزواجهما، وكيف يكون الحل هو الإنتحار وكيف نخسر دنيانا وأخرانا بسبب هذا الوحش الكاسر الذي يطلق علية "الحب"، والذي كان له دور بارع في تدمير حياة الكثيرين بسبب عدم وجوده بالشكل الذي نرجوه!

ووجدت إن العديد بسب الحب هم أموات أيضا ولكن مع إيقاف التنفيذ، ولكنهم لديهم رصيد من العقل والإيمان والرضي بالنصيب والإقتناع التام بأن كل شئ له وقته وسينتهي، وهذا ما يصبرنا علي البلاء، ولكن الذين يفضلون أقصر الطرق كما يعتقدون إنها الراحة ولكنها بداية العذاب والشقاء الدائم في الآخرة..

لذلك لابد من معرفة الخلل العقلي والإيماني الذي يدفعهم لذلك..وأيضا الخلل النفسي..والعوامل النفسية المتسببة بالإضطراب بين الفرد والمجتمع وما هو الدور الذي يؤديه هذا الإضطراب علي صعيد تغلب فكرة الموت على غريزة البقاء..ووجدت إن السبب الاول هو تلك الإضطرابات التي تعتبر من الأوبئة التي إنتشرت في مجتمعنا ولابد من إيجاد العلاج..

ويليها الميل إلي تدمير الذات وهنا لابد من النظر للأمور نظرة فلسفية..إن الميل إلي تدمير الذات هو سلوك يقتصر علي الإنسان فقط لكن الحيوانات لا تقبل علي هذا الفعل بإرادتها بل نتيجة أخطاء عفوية تتسبب بموتها..ومن هنا نجد إن الإنسان الذي يفترض أنه متشبث بالبقاء وحب الحياة والإستمرارية بالفطرة هو الذي يدفع بنفسه في إتجاة التدمير وهذا يدل علي وجود خلل بين الإنسان ونفسة والمجتمع..

وعلى الرغم من صعوبة تحديد علاج شامل للإضطرابات المؤدية الى الإنتحار، إلاّ أن الباحثين في هذا الحقل أجمعوا على ضرورة الإستمرار بإلقاء الضوء على السلوك الإنتحاري، وتعميم مفاهيمه ودوافعه وتأثيراته الضارة على الأفراد والمجتمعات التي ينتمون اليها..

إضافة الى ذلك، دعا الباحثون الى وضع خطط وقائية للحدّ من تزايد حدّة السلوك الانتحاري بين المراهقين والشباب بوسائل أهمها:

• وضع برامج إجتماعية تؤمّن التوافق بين تكيّف الشباب المعاصر مع المعايير الإجتماعية الجديدة من جهة، والإحتفاظ بالهوية الفردية من جهة ثانية، الأمر الذي يحول دون شعورهم بالضياع والفشل والعجز عن تقبّل الواقع بالسرعة المطلوبة.

• إنشاء مراكز للعناية بمشاكل الشباب، وتوجيه العائلات لمنع تفاقم الهوة بين الأجيال، وبالتالي إعادة اللحمة العائلية إثر التفكّك الذي نال من بنيتها بفعل سرعة التطور الحضاري.

• رسم خطط إجتماعية وقائية للحدّ من تهافت الشباب على الأفكار والمعتقدات المستوردة والبعيدة عن القيم الإنسانية والدينية الصحيحة، الأمر الذي يعيد الإطمئنان الى النفوس، ويحيي فيها من جديد بريق الأمل.

• إلقاء الضوء على الأمراض والإضطرابات النفسية التي تتسبب بالانتحار، وتشجيع العائلات على إستشارة الأطباء النفسيين من دون خوف أو خجل. فالأمراض النفسية هي بمجملها بيولوجية المنشأ، وتحتاج الى العلاج بالأدوية.

• الأخذ بعين الاعتبار دور البطالة في تفاقم الشعور بالفشل والضياع، ومن هنا أهمية وضع برامج لتأمين العمل للشباب بما يتناسب وكفاءاتهم العلمية.

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 1788بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.