الثلاثاء , 7 مايو 2024

رفوف: “فن الحرب” واستراتيجية أمريكا المفقودة

= 2646


تكتبها: د. نسرين مصطفى

يعد كتاب “فن الحرب” لسون أتزو أسطورة الكتابات الحربية، ودستور المحاربين عبر العصور وقبلة الخبراء في علم الاستراتيجية العسكرية ، والعمدة في كتب التكتيك الحربي والتي يمكن تطبيقها في المجال السياسي والأقتصادي والإجتماعي، بل وتطبيق قواعده على مستوى الدول بل والأفراد أيضًا.

حرصت على اقتناء هذا الكتاب، فمكانه بين الكتب له رونق يرجع إلى كونه عميقا في مجاله، عندما تبدأ قراءة الكتاب تشعر ان مؤلفه حكيم صينى وليس قائد عسكري ذائع الصيت جذورة تنتمي إلى عائلة عسكرية عريقة فأبوه وجده ووالد جده كانوا من أهم القادة العسكريين في زمانهم.

تجول بنا “أتزو” من خلال ثلاث عشرة فصل في عالم الحرب وطاف بنا في جولة للتعريف بفنون الحرب والقتال وطرق النصر على الأعداء دون قتال وهى أهم استراتيجية تبناها أتزو الذي وضع خطة محكمة لكل الظروف التي قد تمر بها الجيوش قبل الحرب وأثناء المعركة وبعد الانتصار.

أرسى أتزو قواعد وأصول علم الجاسوسية، بداية من زرع شبكة جاسوسية، وأهمية علم الجاسوسية، وأنواع الجواسيس وطرق التعامل معهم، وتطرق إلى أهمية تعايش الشعب مع زعمائه في وئام ومنح القادة وجبة سياسية في كيفية إدارة الدولة.

تحدث الكاتب إلى قادة الجيوش، موضحا له صفات القائد الإنسان، وهى تحمل المسئولية والصدق والقدرة وتطوير المرؤوسين وتحديد الاهداف لتحقيها واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب وتهيئة الظروف للعمل الجماعي، ومن جهه أخرى عدد صفات القائد العسكري وهى القدرة على تنظيم الجيش وتوزيع الرتب العسكرية وصيانه طرق الأمداد لجيشة.

أما أهم محور للحرب والقتال هى المناورة التي أفرد لها فصلا كاملا ففند أهمية خداع العدو والمناورة وطرقها ومراحلها أثناء المعركة، وكيف يمكن من خلال المناورة العسكرية التحكم في الأحداث.

بنظرة عميقة إلى الكتاب يمكن تكذيب الولايات المتحدة الأمريكية في زعمها أنها تدرس كتاب أتزو في الاستخبارات الأمريكية، وأنها توزعة على جنودها اثناء “غزوها” أو خوضهم للمعارك خارج أراضيهم في محاولة منها لإضفا هيبة على سلوكها العسكري إلا إنها أبعد ما تكون عن تلك التعاليم، فالولايات المتحدة انتصرت في المعارك لكن خسرت الحرب في فيتنام وافغانستان والعراق، فأتزو يدعم الجانب المنتصر إلى تجنب تدمير العدو تدميرًا شاملًا، وهو ما لم تطبقة الولايات التحدة في حروبها فأقدمت على تدمير الآثار العراقية، ونهبت ثرواتها، وسرحت جيشها الذي كان يعد أقوى الجيوش العربية، فالهجمات الأمريكية هجمات بربرية قائمة على السلب والنهب وتدمير الحضارات، ونشر الفوضى الخلاقة على حد تعبير كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية فى الفترة من 26يناير 2005 وحتى 20يناير 2009.

على الجانب الآخر، استطاعت العسكرية المصرية تحقيق الكثير من فنون أتزو، وعلى رأسها خطة الخداع الكبرى للعدو، وكيف يتعامل جيش ضعيف الإمكانيات مع جيش قوي لدية الإمكانيات وكل عوامل النصر في انتصار أكتوبر 1973.

شاهد أيضاً

وفاء أنور تكتب: حكاية العم “رجب”

عدد المشاهدات = 10996 أبطأت خطواتنا وهدأت من سرعتها اضطرارًا، اضطربت حركة أقدامنا المثقلة متأثرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.