السبت , 18 مايو 2024

“ربطة عنق”…قصة قصيرة بقلم نورهان إبراهيم

= 1728

ها هو كعادته يشعل سيجارته بعد انتظار دام طويلآ داخل بيته المفضل “سيارته” علي أمل أن تخرج زوجته قبل فوات ميعاد العشاء، ما من نور حوله غير هذه النيران المشتعلة في يديه، يقف إنتظاراً في شارعٍ طويلٍ يسوده الظلام والهدوء أيضاً وتفوح رائحة القهوة من شباك سيارته ولكنه علي غير العادة يفوت فرصة احتسائها ساخنة ،،،

يغيب واعياً حتي لا يتملك منه الملل في ملكوتٍ آخر ؛ ترتدي فيه زوجته فستاناً أبيض بسيطا بدون التكلف ساعات أمام المرآة ويرتدي هو أيضاً مايحب بدون قيود فهو كاره لربطة العنق هذه ولونها الأحمر الدموي الذي يجب أن يشبه فستانها لـ “سيلفي جديد”.

نجح في إبعادها شيئاً فشيئاً عن عنقه وبدأ في فك أول زر له وبعدها أخذ نفساً عميقاً ومد يداه خلف رأسه وأغمض عينيه مستلقيآ في عالم آخر بسيط كما تمناه خالياً من المظاهر السينية والهواتف الذكية والمشاكل المفتعلة التي لا أساس لها من الصحة مليئاً بالحب والشفافية عالم يجمعه هو وزوجته علي أرض حديقة عامة تُعد له زوجته الفطور بينما هو يضع رأسه علي قدميها رافعاً عينيه إلي السماء مستمتعاً بالطبيعة من حوله

وفجأة يفيق علي ااعتذار بصوتٍ عذب……..
“أسفة تأخرت عليك” من فضلك انقلني إلي وجهتي سريعاً…

فبادر بفتح نور سيارته حتي يتأكد مما سمعَ فنظر خلفه ليجد امرأة ولأول مرة لا تضع من المكياج أطنانا،، ملامحها ملائكية بشرتها دافئة اللون ولون عينيها ذكره بكوب القهوة فهما تشعان براءة وجمالا ولكن يملؤهما أيضاً القلق والخوف، شعرها أسود لامع شديد النعومة منسدل علي كتفيها ، شفاتيها تتخذان شكل القلب ولونهما وردياً ، ترتدي فستاناً قطنياً قصيراً أبيض اللون يبرز تقاسيم جسدها الرشيق وبينما هو يتمعن في تفاصيلها الفاتنة تنظر هي في هاتفها وتقول له علي عجلة: “من فضلك نمشي GPS”.

فنظر إلي باب بيته نظرة وداع أخيرة
وفر هارباً إلي وجهة جديدة لم تكن في الحسبان.

شاهد أيضاً

(جميعهم أغراب)…بقلم: نبيلة حسن عبدالمقصود

عدد المشاهدات = 6836جميعهم أغراب إلى أن يثبت العكس. يظل كل شيء جميلا من الظاهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.