الثلاثاء , 21 مايو 2024

د.ماريان جرجس تكتب: إرهاب الوعي الانتخابي!

= 1587

—–

ان الارهاب كلمة مطاطة تحمل فى ثناياها الكثير من الأوجه، لعل أقلها هو الارهاب المادى وآخر صورها هى تلك الانفجارات والدماء والحوادث الارهابية.

ولكن تلك الاحداث ما هى إلا ثمرة الشجرة الكبيرة ..فالارهاب شجرة من مجموعة من الأصول الفكرية والعقائدية ثمارها الأحداث الدموية وجذورها ارهاب الوعى وقمع الفكرة.

ان تلك الجذور ان اقٌتٌلعت لوفرت على الأجهزة الأمنية ملاحقة العناصر التكفيرية والارهابية..لأن ارهاب الوعى هو جذور تلك الشجرة والبذرة التى يقوم على اساسها الارهاب..عندما يحاول فرد إرهاب الآخر فكريًا فى تثبيت وغرس عقله ببضع مبادئ نفسية تكون كالحاجز بينه وبين سجيته وفطرته التى خلقها الله عليها.

فتجد الفرد من هؤلاء يقول لمواطن عادي سوي: ان فعلت ذلك أو تلك سوف تنال عقاب الله وغضبه..ان مثل تلك الكلمات قادرة على خلق حواجز بداخل عقل المواطن ونفسه وتصرفاته، فبهذه الجملة استطاع الآخر حقن اللاوعى لذلك المواطن كى يضمن تجنيده وتحريكه هو وغيره كالإنسان الآلى
ولكن يظل الارهاب الفكرى أقل خطرًا من ارهاب الوعى.

الفرق هو ان الارهاب الفكرى يمكن محاربته بالتوعية وبفكرة مضادة للفكرة المروجة من قبل تلك العناصر المخربة، لكن ارهاب الوعى هو ما يتمثل فى نزع الوعى العام تمامًا عن المواطنين مثل السرطانات والأوبئة وتصدير وعى سلبى مضاد يضمن تجميد الروح المعنوية لشعب أو شريحة بأكلمها ومع اقتراب الانتخابات لا شك أن التيارات المعادية للوطن سوف تمارس كل أنواع الارهاب ولاسيما ارهاب الوعى الانتخابى بتصدير روح مغلوطة ممزوجة بمفاهيم دينية خاطئة ترهب وعى أى مواطن يذهب للانتخابات وتجعله مواطنًا سلبيًا لا يريد المشاركة بل يريد التنصل من ذلك الوطن.

وتسخير المواقف وثنيها لصالحهم لن يكون غريبًا أو صعبًا عليهم ..فإذا وجدوا مواطنا يذهب لينتخب الرئيس لولاية مرة أخرى مثلا سيستخدمون شتى الأسلحة منها:

أولا: الدينية: وما أقرب استخدام ذلك السلاح لقلوبهم وما أسرعه استقبالا لدى المواطن البسيط ومحاولة تنفير المواطن المسلم من انتخاب رئيس يجامل الأقباط فى أعيادهم مستشهدين بأحداث واقعية، ولكن على المثقفين فى المجتمع والمتنورين تأييد كلام الرئيس الذى قاله مؤخرًا عن ان كل تلك التهانى والمجاملات ما هى إلا من أصول الديانات السماوية والحسن.

ثانيا: الاقتصادية: والعزف على أوتار حساسة من غلاء الاسعار والترويج لشائعات أكثر أن موجات الغلاء ستستمر ولذا علينا جميعًا أن نتصدى لذلك بتصدير أفكار بسيطة عن الاصلاح الاقتصادى ومعركة الاصلاحات التى تخوضها مصر اليوم.

ثالثا: أسلحة اللامواطنة: وهو كل ما ضد المواطنة والوطنية ونزع روح الأرض والوطن وتصدير مبدأ أن الوطن ما هو إلا حفنة تراب مجرد أرض يولد ويدفن الانسان فيها فلم المشاركة وما أهميتها؟

رابعًا: السلبية: وان صوت المواطن لن يفرق وان النتيجة محسومة.. التقليل من قيمة صوت المواطن وقيمة الشخص، وان وطنه لا يحتاج له وتفتيت كل الجسور بين المواطن وأرضه.

ان ارهاب الوعى لابد أن يواجه بتيار مستنير واعى أقوى وأعتى منه لا للتوجيه لمرشح معين بل لمنع التوجيه لعدم المشاركة.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 4071 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.