الخميس , 9 مايو 2024

د. راندا العدوى تكتب: عن “الوطن العربي..السوشيال ميديا”!

= 2031

Randa Adawy

 

حلم الوحدة العربية أنشودة تصلح فقط "للغناء " ، ولكن في الحقيقية وعلي ارض الواقع  نحن متفرقون متعصبين مختلفين  ، ومع أن اغلب سكان  "الوطن العربي " يشتركون  في دم واحد ولغة واحدة ودين واحد وجد واحد  وتاريخ واحد وعدوا واحد ، وحدود كثيرة ومصالح مختلفة وساسة مختلفون وشعوب تدفع ثمن الفرقة والشتات وبعد ثورات الربيع العربي التي حولت "ليبيا وسوريا والعراق واليمن وتونس " إلي خريف تساقط فية البشر كما تسقط أوراق الشجر في الخريف وشردت فيه الأطفال والنساء والشباب والشيوخ وأصبحنا مهاجرين نازحين غارقين مشردين في أرضنا وارض العجم  .

وأصبحت "السوشيال ميديا" تقود الشعوب العربية وأصبحت القضايا  التافهة  هي الشغل الشاغل ومحل اهتمام  هؤلاء المخربين اقصد "المغردين" الذين يقودوننا  إلي الفرقة والشتات والتخلف والتردي .

ومع أن الوطن العربي …وطن واحد وارض واحدة  وشعب واحد عملة واحدة تكامل "سياسي – اقتصادي – اجتماعي " حلم نادي به الجميع حتى نكون الأقوى عالميا في كافة المجالات ..ولكن الحلم أصبح بعيد المنال فهناك منابر قوي الشر التي تتمثل في "السوشيال ميديا " التي تفرق وتعزز في نشر البغضاء بين الشعوب العربية  ،وأخر ما تم تناوله في  "السوشيال دمار" هو قصة  جزيرتي "تيران وصنافير" وترسيم الحدود بين مصر والسعودية علي هامش الزيارة التاريخية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى.

فلقد ترك المغردون والمتفاعلين مع "الميديا " أهمية الزيارة من الناحية الاقتصادية والسياسية والعلاقات الأخوية واختصروها في ترسيم الحدود والجزيرتين ، ففي الحقيقية تقع جزيرة تيران في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم ، وأما جزيرة صنافير فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها حوالي 33 كم².

كانت الجزيرتان تاريخيًّا تابعتين لمنطقة تبوك، حيث قام الملك السعودي الراحل فيصل بتأجيرهما لمصر بطلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ لغرض استعمالهما في الحرب واعتبارهما قواعد عسكرية مصرية قبيل حرب 1967 ولمنع سفن إسرائيل من الوصول إلى ميناء إيلات، وقامت القوات المصرية بالنزول على الجزيرتين وإغلاق مضيق تيران. وبعد 67 وقعت الجزيرتان تحت سيطرة إسرائيل وذلك بعد  احتلالها لشبه جزيرة سيناء .

بعد انتصار  أكتوبر " 1973" وقع الجانبان المصري والإسرائيلي معاهدة كامب ديفيد عام 1978، خضعت الجزيرتان لسيطرة قوات دولية متعددة الجنسيات بحسب المعاهدة ،ثم أصبحت تحت السيادة المصرية وتم تحويلها  إلى محميات طبيعية في عام 1983.

ومع ذلك ترك المغردون أهمية الزيارة من كافة النواحي  في ظل التحديات التي تواجه العرب وأهمية الوحدة والاتفاق  في ظل المصالح الدولية في المنطقة والصراع الأمريكي الروسي والإيراني لفرض النفوذ علي ارض العرب  وانشغلوا بقضية تافهة كيف نعود إلي الوحدة ويكون الحوار بهذه الطريقة .

والسؤال الذي يطرح نفسه  هل  نرى العرب أمة واحدة نعيش على أرض واحدة وهو  الوطن العربي الكبير من الخليج إلى المحيط..؟

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 3242 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.