الجمعة , 17 مايو 2024

داليا جمال تكتب: نكسب باليمين .. ونضيع بالشمال!

= 1392

كنت أحسب أن وزارة التعليم العالي عندنا .. ناصحة وبتعرف تعمل فلوس ، وتوفر عملة صعبة للدولة، بعد ان فتحت ابواب الجامعات الحكومية المصرية للوافدين من جنسيات أخرى عربية وأفريقية و من أي مكان في العالم .. المهم ان الطالب الوافد من دول ييجي ويدفع مصروفات بالدولار .. ومش مهم مجموعه كام ولا شهادته منين!!

وطبعا ده كان علي حساب اماكن الطلاب المصريين الذين لم يجدوا مكان بجامعات بلدهم .. فخرجوا يبحثون عن العلم في بلاد الله خلق الله، بعد أن وفر أهاليهم لهم من الدولارات ما استطاعوا ليدفعوا في جامعات أوروبا الشرقية والغربية اضعاف اضعاف ما يدفعه لنا الطلة الوافدون!

آه والله زي ما بقولك كده !

وكانت أزمة أوكرانيا كاشفة لهذه الأزمة.. ففي دولة واحدة زي (أوكرانيا) مثلا، يدرس بها أكثر من ستة آلاف طالب مصري .. فما بالنا بأعداد الطلاب المصريين في باقي الدول الأوروبية .. بالتأكيد لن تقل بحال من الأحوال عن كام ألف طالب من الطلاب المصريين! ينفقون ملايين الدولارات والجنيهات الاسترليني لدراسة الطب أو الهندسة .. بعد ان ظلمهم نظام التنسيق في مصر بدرجاته العالية جدا . لأن الأماكن في الجامعات أصبحت محدوده بعد ان شغلها الوافدون!

اعتقد أنه قد آن الأوان أن نطبق المثل القائل (جحا أولي بلحم ثوره) ونعيد الأماكن لطلابنا المصريين، ولو هيدفعوا مصروفاتهم بالدولار .. مقابل المجموع الأقل قليلا .. ونوفر لبلدنا الدولارات واليورو والعملات الصعبة.

وبكل تأكيد اهاليهم هيفرحوا بعد اللي شافوه من مخاطر الغربة.

وعلي الأقل ولادنا (أولى) من الوافدين اللي بيدرسوا في جامعاتنا وبيتدربوا في مستشفياتنا وبيتعلموا في مرضانا .. والآخر هيرجعوا لبلادهم ولن نستفيد منهم شيئاُ.

الموضوع ده بيفكرني بنفس الطريقة التي كنا نتعامل بها مع أرض بلدنا الطيبة .. لما بقينا نبني على الأرض الزراعية، وبعدين نستصلح في الصحراء من اجل الزراعة!!

أيضا لا يجوز ان نملأ جامعاتنا بالطلاب الوافدين، وأبناء بلدنا في الغربة بيتعلموا بالملايين.

وكأننا غاويين إن اللى نكسبه باليمين .. نضيعه بالشمال!!

——————
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 356 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.