حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
زمان..علمونا غلط..وفهمونا غلط أن السيرة الحلوة.. وحسن السير والسلوك قبل المؤهل العلمي، هما مفاتيح الوصول لأعلي المناصب في أي مكان..وكان اختيار المسئول لأي منصب قيادي يخضع لتقارير رقابية تشترط ذمة مالية نظيفة، وصحيفة حالة جنائية أنظف من الصيني بعد غسيله.
ولكن الأيام التي نعيشها والوقائع التي تحدث من حولنا كل يوم والتاني أكدت أن زمان قد ذهب، بكل مافيه من قيم، ومبادئ، وأصول وقواعد، وأن الدنيا اتقلب حالها فأصبحنا نعيش زمنا أصبح شرط التعيين فيه في وظيفة مرموقة أو الوصول لكرسي محترم…أن تكون لامؤاخذة " سوابق" !!
وكلما كان ملف حالتك الجنائية عامرا بالجنح والتجاوزات الماليه والأخلاقيه .. زادت فرصتك للفوز بمنصب حلو ..آه والله !!
لأن الجهات الرقابية وجدت أن الملف الأسود لصاحبه، وصحيفة السوابق الملوثة للمسئول هو" الكارت الأحمر" اللي ممكن يطلع فورا من الأدراج لأي مسئول نسي نفسه وقرر أن يغرد بعيدا عن السرب.
وقد ظهرت سياسة "الكارت الأحمر " جلية واضحة عندما اعترض أحد الإعلاميين بفجاجة علي قرار اتخذته الدولة..لتنتشر له بعد ساعات تسجيلات صوتية مشينة تصنف ضمن الفضائح الأخلاقية..وكأنما كانت محفوظة في الأدراج وحان وقت خروجها!!
أما واقعة النائبة البرلمانية التي هددت وتوعدت أحد ضباط الشرطة بأنها هتقعده في بيته ، مستغلة سلطتها وحصانتها البرلمانية، فقد خرج الكارت الأحمر الخاص بها ليكشف أن الست النائبة صاحبة صحيفة سوابق عامرة بـ 9سوابق !!
وبعدها النائب الشاب الذي صدر مؤخرا حكم قضائي بفصله من البرلمان لقيامه بتزوير نتيجة الإنتخابات لصالحه، بمعاونة بعض أصحاب النفوذ والمناصب العليا !!
التزوير الذي انكشف بعد صدور تصريحات شفهية صارخة من والده ، تجاوزت حدود النقد المسموح !! الأمر الذي يؤكد أن أحدا لن يشتهر أو يتقلد منصبا رفيعا أو يحظي بشهرة إلا من يملك علي رأسه "بطحة".!! فكيف مرت النائبة من الجهات الرقابية قبل أن تصبح عضواً في البرلمان!! وصحيفة سوابقها مليئة بالأحكام ضاربة بشروط الترشح عرض الحائط!!
وكيف زورالنائب الشاب نتيجة الانتخابات ليحصد شرفا لا يستحقه ونفوذا وسلطة يعرف المزورون كيف يسيئون استخدامها !!
وكيف تجاوزت الجهات الرقابية عن ذلك الاعلامي الذي يخرج علينا بالحكم والمواعظ ويوجه الرأي العام، ويجني من عمله الملايين وهو ممن يعرف عنه تورطه في فضائح أخلاقية !!
لهذا أصبح علي الواحد مننا أن يدعو الله أن يبعد عنا النجومية التي يدفع ثمنها من شرفه وسمعته ..لأن الشريف النظيف في بلدنا لن يكون ضمن المرشحين للمناصب العليا أو حتي نصف العليا !!
ونقول لكل من يطمح لتولي قيادة إعلامية أو برلمانية أو سياسية ..إتشطر واملأ صحيفة سوابقك بما لذ وطاب ، وياريت يكون لك سيديهات وتسريبات..ويا سلام لو اجتمع الاثنان !! أما الشرفاء فكل ماعليهم هو الفرجة علي فضائح من يخرج عن الناموس.. وربنا يكفينا شر لدغات الناموس !!
————-
daliagamal2020@yahoo.com
