السبت , 18 مايو 2024

داليا جمال تكتب: عاشت بورسعيد حرة..!

= 1514

Dalia Gamal


خد مني…

للأماكن شخصية تميزها وملامح لا تشبه غيرها وروح تراقب زوارها.. تعشقها فتتلبسك و تبوح لك بأسرارها وتطلعك علي عوالمها السحرية، تفتنك فتراها بعيون عاشق وتتنفسها كأنفاس الصباح ..

وحيثما كنت، صعيدي ولا بحيري، منوفي أو شرقاوي، سوهاجي أو أسواني، من أي مكان في مصر من شمالها لجنوبها،  شرقها وغربها، ستمر ببلاد وبلاد، ولكنك وعند بورسعيد لابد أن تكتشف أن " الهوي رماك"…لن تملك وانت في بورسعيد الا ان تسلم لهذه المدينة الساحرة مفاتيح قلبك بورسعيد الجميلة حيث يمتزج الجمال بالتاريخ والأصالة بالجدعنة والذكريات التي لا تنسي،  في بورسعيد وحدها تجد روح مصر بكل عبقها ..

بورسعيد التي سحقت العدوان الثلاثي  والتي لم يتمكن غاصب أو معتد ان يخدش لها  طرفا، بورسعيد هي الرجالة اللي دافعت عن ارضها بالروح والدم، والستات اللي خرجت بالحلل وإيد الهون تقاوم علشان بلدها عايشه، بورسعيد الحرة الجميلة المستقلة التي لفظت إرهاب الإخوان وخرجت عن بكرة أبيها تقول لمرسي وعصابته ..لأ
بورسعيد الباسلة الحرة التي لازالت تعاقب حتي اليوم من نظام سياسي سابق حكم عليها بالموت حيه، فاغلق أبواب الرزق أمام أبنائها، بسبب غلطة من واحد من بسطائها ظن أن الرئيس وحاشيته قد يستمعون الي شكواه، ولم يدر أنه قد جلب بمحاولته إيصال شكواه  للرئيس كل أنواع الظلام والظلم علي بورسعيد وأهلها..

 وبقرار ظالم ألغيت المدينة الحرة، التي لم يلجأ واحد من أهلها يوم للسفر الي الخليج بحثا عن الرزق أو العمل ، فبورسعيد لم تكن فقط تسع كل اهلها بل كانت أيضا طاقة النور التي فتحت أبواب الخير والعمل لأبناء كل محافظات مصر، وبقرار واحد لم تعد المدينة حرة، بل تركوها ملقاة وسط الطريق تحمل علي أكتافها  تاريخا عريقا  من البطولات، ورصيدا هائلا من الحياة والسحر، وبدلا من ان يمنحوها فرصة لمنافسة المدن العالمية كدبي وسنغافورة بموقعها الفريد وشخصيتها الآسره وامكانياتها الكبيرة، قرروا في ليلة وضحاها إعدام بورسعيد، واستكمالا لمنظومة الظلم والعدوان علي المدينه الحره استكمل نظام الإخوان المتأسلمين وعصابتهم ما بدأه سابقهم، فأحكموا تدبير مجزرة استاد بورسعيد لتكتمل الصورة وتعيش بورسعيد أسوأ أيامها.

واليوم…آن الأوان لتبدأ القيادة السياسية صفحة جديدة تعيد فيها الحياة والروح لبورسعيد الجميلة التي تستحق ان تعيش حرة، وإعادة بورسعيد كمدينة حرة  وميناء عالمي ينافس موانئ العالم التي تتفوق بورسعيد عليها جميعا بما تملكه من موقع فريد وخصوصيه نادرة.

آن الأوان لأن تعيد القيادة السياسية الواعية الحياة لمدينة ظلمها قرار نظام سياسي قاصر النظر، مدينة طالما هزمت شبح الموت وانتصرت دائما للحياة، آن الأوان لتعود بورسعيد جوهرة التاج في مصر المحروسة، وأن يعود للمصريين معها الأمل في توفير آلاف من فرص العمل الواعده التي تنتظرهم مع عودة الروح الحرة  لبورسعيد، وعاشت بورسعيد حرة .

—————
daliagamal2020@yahoo.com

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 2455 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.