استكمالا لجهود البرلمان الجادة في القضاء علي كل آمال وطموحات الشعب المصري في حياة آدمية كريمة، خرج علينا طيور ظلام البرلمان بقانون عقيم، يخير الأطباء بين أن يموتوا.. أو أن يعيشوا ميتين بالحيا !!
ورفعوا شعار.. بلا دوا.. بلا عيا… بلا طب!
فإما أن يقبل الطبيب بملاليم وزارة الصحة ووظيفتها التي لا توفر له ثمن إفطار أسرته فقط لمدة أسبوع ! و يغلق عيادته الخاصة ويمتنع عن العمل في أي قطاع خاص.. أو أن يستقيل من جنة الوظيفة الميري في مستشفيات الحكومة ويختار العمل الخاص !
وقد تناسي نواب البرلمان أن مستشفيات الحكومة التي لا يجرؤ أي نائب في البرلمان الموقر علي المجازفة بحياته والدخول للعلاج فيها ..لا تمنح أطباءها وممرضيها ما تمنحه لهم عضوية البرلمان من رواتب خرافية خالصة الضرائب ، وسفريات بلوشي علي نفقة الدولة، وبدلات حضور لجان فلكية مقابل نومهم خلالها ! ولا رحلات حج فاخرة هدية عالفاضي!
بل إن عباقرة البرلمان تغافلوا عن أن الطبيب المصري كان طالبا مجتهدا شقيان طول عمره، صرف أهله دم قلبهم حتي يدخل كلية الطب، وتواصل إنفاقهم عليه طوال سنوات الامتياز والماجستير، ولم يحصل علي شهرته في عمله ولا علي أمواله وممتلكاته بالصدفة ولا بالبراشوت !
.. ابشركم يا سادة أن قانونكم الظالم سيدفع الأطباء لأن يسيبوهالكم مخضرة. وذنب المرضي في رقابكم.. ولا تلقوا اللائمة علي الاطباء..فأنتم لم ترحموهم وسددتم كل الأبواب في وجوههم.. ولن يكون هناك علاج عام أو خاص في مصر بعد أن يفقد الطبيب خبرة الممارسة بالمستشفيات الحكومية.
وسيحمل صاحب هذا الفكر لعنة دعوات المرضي الغلابة اللي جيت عليهم واللي دعوتهم ما بتخيبش..فانتظر دعوتين يجيبوا أجلك أنت وكل من أيدك بإذن الله.