حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
يارا الهادي
من عشرات السنين والطبيعي في مجتمعنا أن البنت تبقى عايزة تتجوز وتعمل بيت وأسرة.. ودا طبعا عشان خايفة من نظرة المجتمع ليها إذا اتأخرت عن سن الجواز ( فاتها القطر يعني زي ما بيقولوا).. أو عشان طنط حشرية تسألها ها يا حببتي مش تشدي حيلك بقا وتفرحينا بيكي.. أو مفيش حاجة جاية في الطريق.. ورد فعل البنت يبقى طبيعي تتجوز أي واحد ييجي في طريقها والسلام ..عشان تترحم من الناس وسخافاتهم.. لكن دلوقت الحال اتغير.. وأصبحت البنت ترفض أو تؤجل فكرة الجواز وتتخذ القرار بالامتناع عن الزواج بمحض إرادتها ودا يرجع لمبدأ (ماتحسبوش يابنات إن الجواز راحة)…
"حياتي اليوم" قامت بفتح موضوع امتناع البنات عن الجواز.. وسألت بنات كتير إذا كانوا مع أو ضد الفكرة ؟ وحاولنا نعرف منهن أسباب اعزوف البنات عن الزواج، وإزاي نصحح هذا الخلل!!
في البداية، تقول سارة محمد "طالبة بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية": أنا شايفة إن نسبة قليلة من البنات هي اللي بترفض فكرة الجواز.. وبالعكس البنات كلها مش بتفكر غير في الجواز وفي أسباب كتير تخلي البنات مش ضد الفكرة أولها هي أسلوب التربية بأن البنت ملهاش غير بيتها وجوزها.. والبنت نفسها بتعتقد إن الجواز هو اللي هيمنحها المشاعر والحب.. وكمان فكرة الجنس اللي ديننا مش بيسمح بيه بره منظومة الجواز.. وطبعا في أسباب تفاهة زي إن البنات يغيظوا بعض وأهي لحقت تخطف عريس.
وإن كان يوجد نسبة قليلة ضد فكرة الجواز..ويمكن تصحيح أفكار البنات إنها مش آداة للجنس والإنجاب ودا محتاج تعاون بين البيت والمدرسة والإعلام.
أما ياسمين عبدالفتاح "مدربة في أساليب الحياة"، فتقول: مش أغلب البنات ترفض الجواز بالعكس بنات كتير عايزة تتجوز عشان تستقر عاطفيا وتبني بيت وأسرة بشكل حلال بدل المصاحبة أو العلاقة بشكل حرام. ومن ناحية تانية في بنات كتير بتخاف من الجواز أو تأجل الفكرة ودا بسبب كتر النصايح الفاشلة اللي تهدم أي أسرة وبالتالي البنات بقي عندهم برمجة سلبية على إن الزواج ده "هم ووجع قلب ونكد وقرف".
تقول فتاة أخرى تدعى "سمر": نعم..أنا مع فكرة الامتناع عن الجواز عشان أنا مستقلة كفاية إني مش محتاجة للراجل في معظم مواقف حياتي.
والله أنا شخصيا ما عنديش مشكلة في موضوع تحمل المسؤولية… بس ما قابلتش حد اللي ممكن يتحمل مسؤولية… نسبة الفشل أو النجاح في الجواز متوقفة على إدراك الاتنين هم بيعملوا إيه و ليه.. الجواز مش بس جواز و إنجاب و خلاص.. الجواز شركة.. فلازم التخطيط لكل حاجة يكون دقيق عشان ما يحصلش خسارة.
وترى نجلاء شهاب : إن فيه بنات كتير فعلا أهم حاجة عندها الجواز بصرف النظر هل هي حققت ذاتها وشخصيتها ولا لأ، وبصرف النظر هل هي مدركة طبيعة العلاقة الزوجية بكل تفاصيلها الاجتماعية والنفسية ولا لأ .. فيه بنات هاتموت على الجواز لأنها بتخاف من معايرة المجتمع ونظرات صديقاتها لها لو اتأخرت في الزواج يعني الموضوع بالنسبة لها كل ما بيتأخر بيعملها ضغط نفسي ومجتمعي أكبر، وبالتالي هي عايزة تحققه بصرف النظر عن اكتمال أركانه الشخصية والاجتماعية والنفسية ولا لأ، وبالتالي التسرع في الجواز بيؤدي لفشل العلاقة مبكرا.
ومن معسكر الرفض، تقول ماري خليل، طالبة بكلية حاسبات ومعلومات جامعة الأهرام الكندية: أيوه طبعا أنا ضد فكرة الجواز لأسباب منطقية، أولها عشان الولد بيحاول على قد ما يقدر يلغي شخصية البنت و يقضي على كل طموحاتها و يخليها في الآخر مجرد ست بيت أو حتى بتشتغل بس استحالة يرضى أو يقبل إنها تبقى أحسن منه ! عشان يفضل هو الكل في الكل !عشان الرجل مش يحب الست تبقى أحسن منه.
وتاني سبب انعدام الثقة في البنت لأن غالبا الولد يكون ليه أكتر من علاقة وفي وقت واحد وأكيد لو البنت فكرت تتجوز واحد يعرف أكتر من بنت هيفضل كده بعد الجواز .
وفي النهاية، سواء كنا نتفق أو نختلف مع الفكرة، لكن من الواضح أن نسبة قليلة قد تكون ضد فكرة الزواج، والغالبية متفقة أن أكثر ما يشغل ذهن الفتيات هو فكرة الزواج سواء لأسباب متعلقة بتظرة المجتمع، وأخريات منهن من ترى السبب أن البنت تجد الأمان والحب في الزواج أو تحقيق لرغبات قد تكون مادية لأنها تبحث عن السيارة أوالشقة في منطقة راقية أو ضغوط اجتماعية قد يمارسها المجتمع وتخاف من لقب العانس أو ضغوط نفسية قد تؤدي لاتخاذ قرار الزواج ليس على معايير سليمة وإنما التخلص من ضغوط المجتمع .
أما من تفضل التخلي عن فكرة الزواج وترى أنه قرار اتخذنه على يقين فهي تعيش حياة مستقلة بدون رجل وقد استغنت عن فكرة الزواج، وأيضا قد يقضى الرجل على مستقبلها وطموحاتها ويحرمها من تحقيق ذاتها أو أن الحياة الزوجية تتسم بالنكد والخناقات وقد تنتهي بالطلاق.
وحتى نصحح فكرة الامتناع عن الزواج يجب أن نغير من أنفسنا أولا ونعطى الحرية لأبنائنا في اختيارشريك أوشريكة الحياة ونعودهم على تحمل المسؤولية والابتعاد عن فكرة أن الزواج هو مجرد إنجاب فقط .. لكن هو حياة مشتركة بين شخصين وعليهما أن يحددا شكل حياتهما وأيضا للإعلام والمدرسة والجامعة دور في كيفية ممارسة الحرية واتخاذ القرار.
