الأربعاء , 15 مايو 2024

جيهان السنباطي تكتب: ضياء رشوان ..الأمل الأخير لهيئة الإستعلامات

= 2782

تعرضت الهيئة العامة للاستعلامات لهجمات شرسة على مدار عدة سنوات مضت حاولت النيل منها ومن مكانتها ودورها الاعلامى المتميز كـ “اكبر جهاز اعلامى رسمى للدولة” فاتهموها بانها شاخت ولم يعد بامكانها تقديم اى رسالة اعلامية تفيد الوطن سواء فى الداخل او الخارج وبدلا من بث دماء جديدة فى شرايين هذا الصرح الاعلامى الكبير بدأت الايادى الطامعة تقترب منها وتنهشها وتتقاسمها حتى رؤسائها الذين توالوا على رئاستها والذين كان اغلبهم سفراء من وزارة الخارجية ليس لديهم الخبرة الاعلامية الكافية لإدراة هذا الصرح الكبير لم يدركوا أهمية الرسالة الاعلامية التى تقوم بها الهيئة ولم يقدموا لها الجديد حتى تستطيع مواكبة التقدم فى كافة المجالات كما لم يراعوا العاملين بها ولم يهتموا بالكوادر الجيدة ولا بتدريبها وساروا على نفس النهج الهجومى ضدها، وكان آخر من اتبع هذا النهج هو السفير صلاح عبد الصادق الرئيس الاسبق للهيئة العامة للاستعلامات الذى لم يترك حديث صحفى او تليفزيونى الا وأكد على ان الهيئة العامة للاستعلامات غير صالحة لأى دور وانها فقدت مكانتها بالاضافة الى انتشار الفساد فيها مؤكدا على ان تحديثها وتطويرها اصبح دربا من الخيال، وبدلا من ان يسعى إلى الاصلاح عكف على إلقاء اللوم على القيادات السابقة التى تحملت مسؤلية هذا الصرح الإعلامي، ولم تتقدم الهيئة خطوة واحدة إلى الأمام بسبب هذه العقليات المتحجرة بل تراجعت خطوات كثيرة افقدتها توازنها واستقرارها .

لذا لاقى اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى، للكاتب الصحفى ضياء رشوان نقيب الصحفيين الاسبق ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية وعضو الهيئة الوطنية للصحافة ليتقلد منصب رئيس هيئة الاستعلامات ترحيباً كبيرا بين العاملين بها الذين يؤكدون على ان الرئيس السيسى قد اختار الشخصية الاعلامية والصحفية المناسبة التى طالبوا بها كثيرا، فكان كل املهم يتركز فى ان يرأسهم إعلامي يعلم كيف يدار صرح إعلامى بمكانه هيئة الاستعلامات، ليستطيع تطويرها وهيكلتها واستعادة دورها الوطنى فى الداخل والخارج وحل مشاكل العاملين بها وتطهيرها من الفساد الذى انتشر بصورة كبيرة فى الأعوام الماضية وأدى الى خسارة الدولة ملايين الجنيهات.

حتى جاء اول تصريح للكاتب الصحفى ضياء رشوان ليروى ظمأ قلوب عطشى عانت من الظلم والتهميش سنوات عدة، حيث اعرب عن امله فى ان تستعيد الهيئة دورها وقدرتها على الوفاء بما تحتاجه البلد مؤكدا على انه سيستخدم الموارد الحالية استخداما أمثل لقيام الهيئة بدورها بالاعتماد على الكوادر المتميزة الموجودة بالهيئة والتنسيق مع الهيئات والجهات المعنية للقيام بدورها الأمثل، مشيرا إلى أن مهام الهيئة العامة للاستعلامات تتوزع بين الاعلام الداخلى والاعلام الخارجي ، مؤكدا تقديم صورة مصر إلى الرأى العام العالمى ونقل الحقائق عنها إلى وسائل الإعلام فى مختلف أنحاء العالم وشرح سياسة مصر إلى شعوب العالم وتنمية وعي المواطن ومشاركته الفعالة في بناء مجتمعه في الداخل وتعميق أواصر الصداقة والعلاقات الوثيقة بين مصر والعالم الخارجي.

تلك التصريحات أعادت الحياة للعاملين المدفونين تحت أنقاض الهيئة المتهالكة، وأعادت إليهم الأمل فى الإصلاح والتطوير. نعلم ان رشوان سيواجه تحديات عدة نظرا لتراجع مستوى الهيئة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مما يتطلب المزيد من التطوير والإصلاح لمستوى الهيئة لكن جميع العاملين بالهيئة على استعداد تام للوقوف بجانبه لتحقيق هذا الهدف، ولكن شرط ان يلمسوا منه مراعاة ظروفهم وتقديرا لمجهوداتهم وحلا لمشاكلهم المتراكمة، وحتى يصل الحق لمستحقيه وحتى يحظى “رشوان”بحب وتقدير العاملين بهيئة الاستعلامات عليه ان يسعى الى زيادة ميزانيتها التى لم تعد تكفى حتى لشراء الأجهزة الضرورية لإنجاز العمل والتطوير ولا لشراء المعدات اللازمة حتى لإصلاح الاجهزة وضخ دماء جديدة شابة مسلحة بأحدث وسائل العلم والتكنولوجيا ومراجعة مكاتب الهيئة حول العالم وفتح المغلق منها، لتتمكن من القيام بدورها في التثقيف السياسى والتوعية الاجتماعية للمواطنين وشرح السياسات الوطنية لهم والمساهمة فى التوعية بالقضايا والمشكلات الوطنية.

واخيراً…هنيئا لك يادكتور ضياء بهذا المنصب رغم انه سيمثل عبئا كبيرا عليك ..وهنيئا لنا بإعلامى متمكن نعلق على أكتافه كل آمالنا وأحلامنا فى غد افضل بإذن الله ..والله الموفق.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 2372 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.