تساعد برامج التغذية المدرسية في المجتمعات التي تعاني من سوء أو إنعدام الأمن الغذائي في محاربة سوء التغذية، وإبقاء الأطفال على مقاعدهم فى الفصل الدراسى فى حالة تنبه تساعدهم على الفهم والتحصيل بل ويمكن أن تساعد تلك البرامج أيضاً في تحسين الدخل والأمن الغذائي من خلال شراء الأغذية المنتجة محلياً وتزويد المدارس بها .
وتعتبر وزارة التربية والتعليم فى مصر هى المسئولة عن توفير وجبات التغذية المدرسية السليمة لكل طالب ومن المفترض ان تكون تلك الأغذية هى الأكثر أماناً والأفضل من الناحية الصحية فطعام التلاميذ “واجب وحق” فكل دول العالم تهتم بتغذية أطفالهم لانهم هم شباب المستقبل وهم الجيل الذى ستقوم على يديه نهضتها.
وقد أكدت وزارة التربية والتعليم عبر تصريحات عدة لمسؤليها على انها خصصت مبالغا مادية تقدر بنحو 791مليون جنيه توجه الى بند التغذية المدرسية لمحافظات الوجه القبلى والبحرى ويتم ذلك من خلال التعاون مع كل من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع لوزارة الدفاع ، والمشروع الخدمى بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وذلك بالتنسيق مع السادة المحافظين، ومديرى المديريات التعليمية بكل محافظة.
ومن المفترض أن تكون تلك الأغذية صالحة ومفيدة لكن على أرض الواقع تحولت تلك الوجبات إلى سموم قاتلة ، وتعددت مشاهد إصابات الطلبة في المدارس جراء أغذية فاسدة تحمل بداخلها الموت، وأصبحت توزع وهى منتهية الصلاحية ومرتعا للعفن الذى إستقر في بطون أطفال لا يدركون شيئًا سوى ثقة عمياء في وزارة حذفت الرقابة من قاموسها للأبد فالفساد وصل لمستويات غير مسبوقة ولم يرحم حتى أطفال المدارس.
فساد الذمم وتجحر القلوب حول تلك الوجبات الى سم قاتل حيث عدم نظافتها وعدم صلاحية عدد من المصانع التى تقوم بإنتاجها بالإضافة الى وجود مافيا تحتكر “بيزنس” توريد الأغذية للمدارس على مستوى الجمهورية، بجانب وجود فساد فى مناقصات وجبات التغذية المدرسية ومن هنا دخلت مصانع تحت السلم.
فإذا كانت الوجبات الغذائية التى يحصل عليها هؤلاء الأطفال فى مدارسهم تعنى الموت سماً وأن الإمتناع عنها يعنى المرض باللإنيميا فعلينا الإختيار بين مايمكن علاجه ومالايمكن وقد يفقدنا فلذات أكبادنا فى لحظة لذا فلا داعى لتوزيعها من الأساس وإرحموا هؤلاء الأطفال الأبرياء.
وكفى متاجرة بألآمهم وإذا كانت الدولة حريصة بالفعل عليهم وعلى صحتهم فعليها أن تفكر فى طريقة أخرى تساعد بها التلاميذ الفقراء مثل أن تحول تلك الوجبات الى دعم نقدى يقدم للطلاب المحتاجين وليس جميع الطلاب على أن يتم إعداد قاعدة بيانات خاصة بالطلاب للتعرف علي مستواهم الاجتماعي .