الجمعة , 17 مايو 2024

جيهان السنباطى تكتب: الهيئة العامة للاستعلامات الى أين ؟

= 1620

Gehan Sonbaty

طالب البرلمان المصرى مؤخرا، بإنشاء كيان إعلامى جديد يخاطب الغرب ,ويرد على الأكاذيب التى تثار مع كل أزمة تتعرض لها مصر داخليا او خارجيا ,لانه يرى من وجهة نظره أن الهيئة العامة للإستعلامات لاتقوم بهذا الدور وغائبة تماماً عن الساحة .

وبدلاً من اعادة الإعتبار للهيئة ,والتى تعتبر أكبر وأعرق كيان إعلامى فى مصر – والتى تجاوز عمرها نحو 62 عاما – وامدادها بالخبرات اللازمة والكوادر البشرية الشابة والتمويل الكافى لتتمكن من القيام بدورها والتواصل مع الغرب بشكل افضل ,تم البحث عن بديل وكأنها لم تكن ,ولم تخاطب العالم ,ولم تتفاعل مع الأحداث الكبرى منذ نشأتها ,مرورا بنصر أكتوبر قبل أكثر من 40 سنة وحتى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ومابعدهما .

مجرد التفكير فى انشاء كيان اعلامى بديل عن الهيئة العامة للاستعلامات يجيب على تساؤلات عدة كثيرا ماطرحها مسئؤولى وموظفى الهيئة ولم يجدوا لها اجابات شافية ,ويوضح لنا السبب الرئيسى وراء الحملات الاعلامية والصحفية الشرسة التى تنال من مكانة هذا الصرح العظيم وتحاول التقليل من دوره واصطياد أخطائه على مدار السنوات الماضية .

لم يسأل أى مسئول نفسه قبل ان يوجه اصابع الاتهام للهيئة لماذا اصبحت على هذا الحال بعد ان كانت تتربع على القمة ؟ الكثيرين اتهمومها أنها شاخت ولم يعد بها كوادر جيدة ولم يفكروا فى احيائها ببث دماء جديدة فى شرايينها حتى رؤسائها الذين توالوا على رئاستها لم يرحموها وساروا على نفس النهج الاعلامى الهجومى ضدها .

لم يسأل أحد الى من تتبع الهيئة العامة للاستعلامات بعد إلغاء تبعيتها لوزارة الاعلام ؟ اقول لكم … انها اصبحت كالطفل اللقيط لايعلم لمن ينتمى, بعد أن اصبحت على قارعة الطريق لاتنتمى لاحد ,فالتقطتها رئاسة الجمهورية فى عام 2012 رأفة بها لتكون تابعه لها ولكن هذه التبعية اسما فقط اى بلا مميزات مادية ولا معنوية ولا حتى كارنية مكتوب عليه رئاسة الجمهورية وكأنها طفل غير شرعى غير معترف به.

تعالوا اقول لكم ما السبب وراء اضمحلال دورها …….!

هناك عدة عوامل أدت الى تهميش وتدهور دور الهيئة وضعف أدائها فى الداخل والخارج منها :

أولأ: تقليص ميزانيتها فلم تعد ميزانيتها تكفى لشراء الأجهزة الضرورية لانجاز العمل والتطوير ولا شراء المعدات اللازمة حتى لإصلاح الاجهزة العاطلة كما ان موظفينها المتميزين محرومين من المكافآت المالية لضعف الميزانية ولايتم صرف اى مبالغ ماليه لهم سوى مرتباتهم فى اى مناسبة سواء فى الاعياد او موسم دخول المدارس او دخول رمضان او غيرهم – مع العلم ان مرتباتهم ضعيفة جدا لاتكفيهم حتى لنصف الشهر-

ثانيا: عدم تعيين دماء جديدة شابة مسلحة بأحدث وسائل العلم والتكنولوجيا، وبالتالى لم يعد على مكاتبها سوى الشيوخ الذين تعدوا سن الخمسين فماذا تنتظرون منهم ؟

ثالثا: تقليص أعداد المكاتب الإعلامية المصرية بالخارج، والاكتفاء بـ11 مكتبا فقط على مستوى العالم، وهو ما أضعف قوة الهيئة فى التواصل الإعلامى مع الخارج فكيف تطالبونها بالتواصل مع العالم وهى قد سحب من تحت قدميها البساط واصبحت فى العراء لاحول لها ولا قوة؟

لايمكن ان يتم تقديم الهيئة كبش فداء لفشل كل مؤسسات الدولة وعجزها وليست الهيئة هى المسئول الوحيد الغافل عن كيفية مخاطبة العالم فى الازمات فـ وزارة الخارجية لها نفس الدور ايضا وكذلك وسائل الاعلام الآخرى كالفضائيات والصحف.

لابد قبل ان نفكر فى انشاء كيان جديد, نطور الكيان الموجود بالفعل واعادة تفعيل دور الهيئة الذى لايحتاج منكم سوى التجاوز عن اخطائه ومحاولة تطويرة بمده بالاساليب المتطورة والكوادر البشرية الشابة والخبرات والكفاءات اللازمة وتوفير التمويل الكافى لها ولانكتفى بمتابعتها وهى تحتضر…. 

وبدلا من سحب اختصاصاتها واحده تلو الآخرى ومحاولة توزيعها وتشريد موظفيها مابين المحليات والمحافظات ووزارة الثقافة والخارجية وتفتيت البقية الباقية منها نحاول ان نرسم لها خريطة جديدة تحدد لها طريقها الذى ستبدأ فيه أولى خطوات التطوير حتى تساير التطور الاعلامى فى العالم وتقوم بدورها على اكمل وجه.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 278 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.