الجمعة , 17 مايو 2024

جيهان السنباطى تكتب: الحوار الناجح .. وبناء الأفكار!

= 1168

Gehan Sonbaty


لكل منا قدراته ومهاراته وأخلاقياته التى يدير بها علاقاته مع الآخرين , فيستخدمها فى مواقفه الحياتية سواء فى مجال العمل أو فى مجال العلاقات الأسرية والعائلية أو مع الاصدقاء أو حتى مع من يتواصل معهم فى الشارع او من خلال مواقع التواصل الاجتماعى ويعتبر الحوار أداة مهمة من أدوات هذا التواصل والتفاعل مع الآخرين فـ للحوار قيمته العليا، وسمته العظيمة في بناء الأفكار وتلاقحها،كما أن به يتم إرساء قواعد الأفكار وتخصيبها قبل أن تأخذ مداها في التطبيق،وبالتالى نجد أن المجتمعات التى تلجأ الى لغة الحوار كوسيلة لعرض الأفكار وتحليلها تتمتع بالهدوء والتعايش السلمى.

جدير بالذكر أن هناك عدة أسباب وإشكاليات تقف حجر عثرة فى طريق الحوار تأتى فى مقدمتها التربية والتنشئة فالتربية تكون على أساس من مصادرة الحرية، ومسخ الشخصية، فالطفل منذ الصغر تمسخ شخصيته ويصادر رأيه، ويمنع من التعبير عن آرائه حتى في الأمور التي تتعلق به مباشرة ويستمر ذلك حتى سن النضج، وما بعده، وهذا ينتج جيلاً مقسماً بين شخصية مستبدة، وأخرى ضعيفة.

 كذلك غياب ثقافة الحوار من المنظومة الاجتماعية، حيث يتم ممارسة الإلغاء، والإقصاء بين طبقات المجتمع ورتبه بالاضافة الى ممارسة القيادات الاجتماعية تسلسل الاستبداد الطبقي، فالكل يمارس الاستبداد على من هو دونه كذلك من ضمن تلك الاسباب التشنج وإغلاق الفكر اتجاه الرأي الآخر، وادعاء الحقيقة المطلقة بالاضافة الىالخوف على المكانة الاجتماعية، وسحب البساط من تحت أقدام المتنفذين،والمتسلطين سواء من التيار الديني أو السياسي.

ولكى يكون الحوار ناجحا لابد من توفر وسائل عملية تدفع به إلى منطقة التفاهم والنجاح

أولها: أن يكون لديك يقين دائما بأن هناك شيئاً جديداً ومعلومة قيمة تستطيع أن تتعلمها من الآخرين؛ فيجب ان تكون متيقظاً لنقاط الاهتمام لديهم وتعلم منهم قبل أن تطلب منهم أن ينصتوا إليك ويتعلموا منك.

ثانيها: أن تقوم بدراسة الشخصية التى أمامك قبل الحوار معها وتعرف على بعض أمور حياته وحاول أن تسأله قبل الحوار عن أشياء لها قيمه لديه وتهمه حتى تشعره بالهدوء النفسى.

ثالثها: احرص دائما على تحديث معلوماتك وتابع دائما آخر الاخبار العالمية والمحلية، وتعرف على ما يشغل الناس في الوقت الحالي وما التوقعات المستقبلية؟ وستجد دائماً ما تتحدث عنه، ولكن كن ذكياَ في اختيار الأخبار التي تتحدث عنها وتأكد من ملاءمتها للوضع الذي أنت به وأشرك الجميع في الحديث؛ فالناس لا تحب أن تشعر بالتجاهل.

رابعها: أن تكون مدركا أن المناقشة هي تبادل للآراء والاستماع والإقناع لمن لديه الحجة والدليل مهما صغر سنه، واحرص دائما على ألا تقاطع احدا ولا تتدخل في حوار أنت لست جزءاً منه، ولا تسأل أسئلة شخصية وخاصة مع شخص لا تعرفه واستخدم كلمات الشكر والاستئذان، واحرص أن الا يتحول الحوار في النهاية إلى جدال.

Articles 2

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 44 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.