الأربعاء , 8 مايو 2024

الشاعرة منى يوسف أديب تكتب: الرقص مع الشيطان!

= 1934

—–

(من الشعر القصصي)

وذهبت الى مِخدعي حزينةَ ثائرةً على كل القيود
ناقِمةُ على نفسي وعلى كل من حولي بلا حدود
وطرحتُ خدي على وسادتي والقلب يملؤهُ الجحود
وإذا بي أقوم ُ وأسيرُ هائمةً أتتبع صوتاً مفقود
فسمعت طرقةَ بابِ وصوتِ يَهمِسُ من ورائهِ
فسألته من أنت الذي تَطرِق الباب بالليلِ هكذا؟
قال أنا عابر سبيل سَمعتك تناديني فلَبَّيت النداء
فقلت له بصوت يائسِ أعتذر لك فأنا ليس معي نقود
فقال أَعرِف :
جِئتكي كي آخذ منكي وعداً يُحقِقُ لكي الأمل المنشود
وفتحت الباب فوجدت صورة جميلةً لشخصِ جمالهُ غير معهود
فقلتُ لهُ أظنُ اني أعرفُك من قبل .. تذكرتُك اسمك محمود
فابتسم ابتسامةً خفيفةً وقال لا لا أظن أبداً أني بمحمود
وقال لي: دعينا نطرح الاسم جانباً ودعيني أُقدمُ لكي تلك الورود
وسألتُ نفسي هل هذا حقيقي أم أنَّ الذِهنَ أصابهُ الشُرود
وبينما كانت تُراودُ نفسي الظنون أخذ يقترب مني ويهمس
هيا يا جميله البسي ملابسك وتزيني بالورود…
هيا كفاكي من صُنعِ معاييرِ لكل شئ واتركي ماتبقى داخلكِ من الجمود
فأنا سأحيا بكِ حياةً غير هذه الحياة السقيمة وسأعبر بكِ كل الحدود
وأخذني الى عالمِ آخر عالم غريب لكنه جميل عالم اللا محدود
وهمس لي بصوت حنون هيا يا جميلة أسدلي شعركِ الحريري وارقصي ..
سأعزِفُ لكي لحن الخلود ..
ورقصت.. وعبثت.. وضحِكت.. وشربت خمراً لذيذاً
وقلتُ لنفسي ذاك هو العيشُ المحمود
وأحسستُ كأنِّي في سَكرةٍ وراودني عن قُربِ وقال لي
هيّا إصنعي ما شئتي ولاتُبالي بشئِ في الوجود
وكِدتُ أن أُلبي نِداءه لولا أن سَمِعت برهانَ ربِّي ……..
آذانٌ ينادي حي على الصلاةِ وعلى السجود
فإذا بهِ فجأة ذاك جميل المُحيا يتحول لشئِ يُشبهُ القرود
ويصرخ أغلقي النوافذ ودعينا نرقُصُ فالاوقات الحُلوة لا تعود
فسألته من أنت ؟
وما تلك الرائحة التي تنبعثُ منك رائحةُ مثل النار والبارود
فنظر لي وقال ألا تعلمين من أنا ؟
أنا الذي قيل عنِّي أنّي ملعون ونمرود ومن رحمته مطرود
فقلت لهُ :
الآن علمت من أنت ……
أعوذُ باللهِ منك ومن كل طارقِ يطرِقُ بالليلِ
اُخرُج وانصرِف عليك لعنة الله دائما وإلى اليوم الموعود
والحمدُ للهِ على كلَّ شئِ أصابني
سأرضى بقضائِك يا رب
وللجحودِ بنعمتِك أبداً لن أعود ..

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 1416بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.