الجمعة , 17 مايو 2024

الشاعرة سماح الجمال تكتب: اللااستيقاظ من اللاوقت!

= 1500


السادسة صباحًا أستيقظ..
أغسل حلمي من الأرق بحكم العادة
وأهدهد يومي وأعد الإفطار

كلمات ساخنة ومعاني صماء.. خرساء
إفطار شعبي شهير تدمنه كل شعوب المنطقة
فلا داعي للخجل

أحتسي قهوتي المضبوطة على نار القلق
أيضًا كالعادة أرتدي ملابسي المزينة بأوراق الشجر
أرتب غرفتي غير المرئية
أعدُّ كتبي وقصائدي المكتوبة بالحبر السري
وأضع خطًّا أسود على صدر لوحتي..
يكتمل الوجع!

أقرأ خبرًا بصدر صحيفة..ماتت وانتهت القضية
وشقق للإيجار وطلبات زواج
أنقر رقمًا حبيبًا على هاتفي
كي أتأكد
وترد الخيبة بلا خجل:
أن لا أحد
وضم القبر جسدًا طريًّا

أنظر من نافذتي كالعادة
وعلى غير العادة لا شيء
سقطت كل الأشياء
وتكسرت..تفتتت
ما عادت السماء سماءً ولا الطير طيرًا

انفضَّ الهواء وسحقت الأرض
معلق منزلي وأنا ما بين بين
وللحظة فكرت أأقفز من نافذتي
لأصبح أنا الأخرى لا شيء
أم أتمهل وحدي بلا وجه؟

ها هنا كل وجودي تلك الغرفة
بالخارج لا شيء
خطأ باليوم أم كابوس؟!

أنظر داخل مرآتي
أسأل نفسي: هل أنت أنا؟
هل أحد يعرفني؟
بل أين هذا الآخر الذي قد يعرفني؟!

للحظة تذكرت!!!
ما اسمي؟
أين الطرقات والممر؟!
أين الحلال وما الحرام؟
ما شكل العدل؟
أين الأطفال؟
ولِمَ الصراخ والفضيلة والإنسانية؟
وهل تتكلم الحرية؟!

خلعت ملابسي ودخلت سريري
أطفأت الأنوار
قررت النوم كي أصير أنا الأخرى
هناك داخل لوحة العدم المنقوشة
بلا حرية..
باللاشيء!!

شاهد أيضاً

(جميعهم أغراب)…بقلم: نبيلة حسن عبدالمقصود

عدد المشاهدات = 4369جميعهم أغراب إلى أن يثبت العكس. يظل كل شيء جميلا من الظاهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.