حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
القاهرة – حياتي اليوم
علامات استفهام كثيرة تحيط بحادث حريق" الرويعي"، وحريق "الغورية" اللذين لا يفصل بينهما سوى 48 ساعة فقط، اشتعلت خلالها الحرائق باثنين من أهم أسواق القاهرة، لتكبد التجار والدولة خسائر وصلت لملايين الجنيهات، ويظل سبب اندلاع الحرائق مجهول.
والسؤال الذي يصرخه الكثيرون الآن، هل هناك يد مدبرة لتلك الحوادث المتتالية؟
قال اللواء أشرف أمين، الخبير الأمني والإستراتيجي، إن هناك عدة نقاط متشابهة بين حريقي الرويعي والغورية، التي قد تدفعنا للتكهن بأن تلك الأحداث مدبرة عن عمد، وليس محض صدفة كما يردد البعض، وإنما هو أسلوب ممنهج ومدروس.
وأضاف أمين أنه لا يستطيع الجزم بأن هناك أيادي خفية مسئولة عن تلك الأحداث، لكن هذا لا يجعلنا نستبعد أي فرضية من الفرضيات عن كونها تندرج تحت قائمة العمل الجنائي، لذا يفضل عدم التسرع في إصدار التكهنات حتي نحصل علي أدلة واقعية تثبت عكس ذلك، سواء من الأجهزة الأمنية أو اللجان المتخصصة كالطب الشرعي، خاصة أن هذه التصريحات قد تؤثر سلباً علي سير التحقيقات.
وأكد "أمين"، أن الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها للكشف عن مرتكبي الحوادث من خلال فحص جميع الجوانب، مشددًا علي أن هناك فصائل تهدف لإشاعة الفوضى وإرهاق الوطن من خلال بث معلومات غير صحيحة لإرباك الأمن القومي، بحسب "بوابة الأهرام".
وأضاف اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني والإستراتيجي، أن هناك أسبابا واقعية أدت إلي نشوب الحرائق في هذه المناطق علي وجه التحديد، علي رأسها أن هذه المناطق غير مجهزة لتخزين الملابس والأقمشة، نظراً لضيق شوارعها وخلو المحلات من طفايات الحريق، كما نجد أن البعض يلجأ للتخزين في العقارات القريبة من المحال، وبالتالي فإن سبل الاستعدادات الأمنية للحرائق غير متاحة في حالات الطوارئ، ما يسفر عن وجود خسائر مادية وإصابات بشرية.
واستنكر تكدس البائعة الجائلين بأعداد كبيرة في الشوارع الضيقة، وإلقاء البضائع في طريق المارة، لافتًا إلى أن هذه الحرائق ناتجة عن إهمال البائعة الجائلين في طرق تخزين البضائع، بجانب إمداد "الفرشة" بالإضاءة من عمود الكهرباء العمومي بطرق غير مشروعة وعشوائية، مما يزيد من فرص حدوث ماس كهربائي.
وتابع قائلاً: "هذه المناطق مكدسة للغاية، ولا يوجد بها أي نوع من التخطيط أو الرقابة المدروسة، بل الإهمال يضربها من جميع الاتجاهات، لذا فهو يقع علي عاتق كل من البائعة والدولة ذاتها، ومن يصر علي أن هذه الحرائق ناتجة عن مخطط إرهابي لمجرد تسلسلها وتوقيت حدوثها، فهو مخطئ تماماً، ففي كثير من الأحيان يصبح الإهمال أخطر من التعمد بمراحل، ولو لاحظنا أن هذا الأمر ينطبق أيضاً علي قواعد الجيش، فإذا تقاعست الخدمة عن اتباع الاحتياطات، أصبحت فريسة سهلة للعدو".
فيما أكد اللواء مجدي بسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الجماعات الإرهابية ربما تكون لها يد خفيةً في نشوب حريقي الرويعي والغورية، لاسيما أن هناك تشابها واضحاً بينهما من حيث الأسلوب والتزامن وطبيعة المكان، وهذه الاعتبارات الثلاثة تجعل هذه الحوادث موضع شك واستفهام صريح حول كونها عمليات إرهابية ممنهجة، وليس بمحض الصدفة أو ماس كهربائي، مشدداً علي أن هذه الحرائق ليس المقصود منها استهداف المناطق الحيوية، بقدر إفشال الدولة سياسياً وغياب الأمان في شوارعها.
واستطرد قائلاً: "إن تفشي الإهمال يقع علي عاتق الدولة وحدها، فغياب الدولة يعني غياب القانون، والإنسان دوماً يميل لخرق القانون بشكل أو بآخر عندما تسنح له الفرصة، فالدولة أصبحت أرض خصبة للفساد بجميع أنواعه وغياب الوعي، كما أنها سمحت بتكرار المشهد من جديد، ولم تعمل علي احتواء الأزمة بالمستوي المطلوب، لذا لابد أن تحرص المحافظة علي تفتيش المحلات للتأكد بمدي التزامهم بقواعد الأمان والسلامة، التي تشمل طفايات الحريق وخراطيم المياه والإسعافات الأولية بدلاً من إهدار الوقت في انتظار الحماية المدنية وسيارات الإسعاف".
