حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
شاهدت بالأمس فيلم العساكر الذى اذاعته قناة الجزيرة ..و الحقيقة كان لدى الكثير من الكلام الذى يقال ..
و لكن الأهم اننى لاحظت اندفاع من الجميع فى الهجوم قبل عرض الفيلم .. و هجوم جماعى على قطر و حكامها من مجرد مشاهدة الاعلان عنه ..
و كان لهذا الأثر الاكبر فى الدعايه له ..
و أرى انه كان لابد أن ننظر للموضوع بنظرة اكتر وعى .. و كنت انتظر تحليل اكثر رقى و دراسة .. من مجرد شتيمة قطر بنت ال … و غيره ..
و الآن انظروا معى ….
من اول ثانية فى الفيلم تستطيع ان تعرف الهدف الحقيقى من تصويره و بثه على هذا النحو ..
(((التجنيد الاجبارى )))
هذه هى البوينت .. و هذا هو مربط الفرس و الذى تحدث عنه كل خونة الاعلام اثناء ثورة يناير بداية من .. القنوات الفضائية العميلة و برامج التوك شو المشبوهة .. وصولا للنشطاء العملاء ..
يعنى من الآخر … عندما فشلوا جهابزة ثورة يناير فى تحقيق حلم قوى الشر العالمية لهدم الجيش المصرى من خلال التجنيد ..
قرروا جميعا ان يوجهوا الدعوة لشباب ما تحت ال18 عام للتمرد على التجنيد من خلال قناتهم الناطقة بالعربى و المنتشرة فى كل انحاء العالم العربي و المنطلقة من قطر حيث توجد قواعدهم العسكرية ..
و طبعا بعد يومين من الدعاية الهايله للفيلم الهابط سنسمع صوت حقوق الإنسان و الحيوان و تعذيب المجندين فى الجيش المصري .. و غيره من هذه الهرتلات ..
لكن يا سادة .. اصلاح اوضاع المجندين على المستوى الانسانى كانت و مازالت ضرورة يجب النظر اليها بعين الاعتبار ..
و برؤية عينى و بشهادة حق أمام الله اننى رأيتهم فى مراكز التدريب خلال السنوات الاخيرة و قد تحسنت الاحوال و تغيرت للأحسن فى كل شيئ .. المطاعم و الاكل و الانشطة و التوعية الثقافية و الدينية و التدريب .. و اكيد الجيش مصنع الرجال و الذى يعدهم لظروف الحرب و التحمل لن يدللهم و يعاملهم بالشوكة و السكينة و لكن قد يقسوا عليهم فى التدريب دون اهانة و هذا ما يحدث ..
ايضا تركيز الفيلم على مساهمة الجيش فى التنمية و انشاء المشروعات الخدمية و المزارع و الطرق و غيرها يعذبهم لأنه احد اسباب افشال مخططهم الدنيئ فى إسقاط القوى المدنية
و بالتالى سقوط الجيش كما حدث فى سوريا . . و الزج بالمجندين المسخرين فى هذه المشاريع التنموية حجة بدت للعاقلين واضحة جدا ..
لابد ان نعلم و نعى ان الصورة المبالغ فيها من القهر اللتى أظهرها الفيلم … فقط لخلق حالة من الرعب و الفزع و التمرد بين الشباب المقبلين على الخدمة العسكرية .. و طبعا شباب الاخوان و 6 ابريل سينفخوا فى النار حتى يشعللوها أكثر .. و منهم من سيقسم بالله و على المصحف الشريف انه تعرض لاكتر من هذا ..
و من هنا .. كنت انتظر الرد العقلانى و الانسانى من رجال القوات المسلحة المحترمين
و الدارسين للمشهد .. و الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي .. لتحليل الفيلم بشكل واقعى و توضيح الرؤية لأولادنا الصغيرين بشكل يذيل التأثير السلبى لهذا الفيلم و يجعلهم مقبلين على تأدية الخدمة العسكرية بدافع من الحب و الدفاع عن هذا الوطن العظيم ..
أما اننا نتغاضى عن كل ما قدمه الفيلم من أكاذيب و مبالغة و حقائق .. و ننشغل بالسب
و اللعن لقطر و حكامها فهذا لن يفيد على الاطلاق ..
و لابد ان نعلم أن من اجهدوا انفسهم فى صناعة هذا الفيلم .. يعلمون جيدا اننا سنعمل ما عملناه ..و انهم سيحققون هدفهم .
—————-
* شاعرة وكاتبة.
