الخميس , 9 مايو 2024

أحمد الحداد يكتب: أجسام تيران وعقول صنافير!

= 1659

Ahmed Hadad


اشتعلت مواقع التواصل وقنوات الاعلام ما بين مؤيد ومخون …الكل تفانى فى اثبات وطنيته وعماله الاخر …وكان غالبا الحكم فى قضيه ملكية الجزيرتين مبنيا سلفا على سوابق المواقف السياسية ما بين تضامن مع الرئيس او تصفية حسابات …

وعندما تناولت هذا الملف بالقراءة والبحث من عدة مصادر ومن مختلف الاتجاهات شغلنى سؤال اول ..وهو ألم يعلم الرئيس ومؤسساته خطوره هذه الخطوة فى ذلك الوقت علما بأن الحكومة السعودية لم تطلب الاستعاده للجزر بل نحن من تطوعنا بإعادتها ….ولماذا لم تعلن الدولة عن تلك الخطوه قبل اقرارها بإغفال حق الشعب في المعرفة واعمالا لمبادئ الشفافية !

الحق اقول ..ثقتى فى عبد الفتاح السيسى كبيره ويقينى ان جيشى الوطنى لا يفرط فى ارضه لا محدودة… لكن عقلى كعقول المشككين لا تقتنع بالنوايا الحسنة …

ما ادركه اليوم وما انشره عليكم ما هو إلا تحليل متأنى لا يحمل حقدا ولا مولاه لاحد إلا للصالح العام …بنيته على تدقيق لبواطن ونتائج الامور لا على مقدماتها …

فالتاريخ يشهد منذ عام 1948 بأن الجزر سعودية وان المملكة تنازلت لمصر عن حق الحماية لهما نظرا لسيطرة اسرائيل فى ذلك الوقت على ام الرشراش (ايلات حاليا) وبالتالى اصبح لها منفذ بحرى على خليج العقبة ولان السعودية غير مؤهلة فى ذلك الوقت كان لمصر حق الحماية بالإنابة لان موقع الجزيرتين استراتيجى ويمكن منه اغلاق المضيق وخنق الميناء الاسرائيلى بل وتهديد عمقها الامنى …أما من يتحدث عن اتفاقيه 1906 ايام الدولة العثمانية فأرجو منه اعاده القراءه فهى لم تتحدث مطلقا عن مصرية الجزيرتين بل نصت على ترسيم حدود مصر الشرقية على اليابسة بحدود جزيره سيناء ولم تشر مطلقا لحدودنا الملاحية بخليج العقبة…

وحتى لو احتكمنا اليوم لقانون العقل وإلتزمنا بحكم قوانين البحار والملاحة الدولية سنجد ان مياهنا الاقليمية بخليج العقبة خارج حدود الجزيرتين بينما تدخلان تماما فى المياه الاقليمية السعودية وذلك بعد تنصيف المسافة ما بين شاطئ خليج العقبة من جهة مصر والمملكة….

النتيجة…الجزيرتان سعوديتان بتواريخ الماضى وقوانين الحاضر …اذا مصر لم تخترع العجلة …ولكن لماذا فتحت الرئاسة هذا الملف ؟

تلك هى حروب الجيل الرابع ياسادة ..انها فنون اداره الازمات عن بعد وبالوكالة ولأول مرة مصر تدخل الملعب بفريق فاعل لا مفعول به …

طبقا لاتفاقيه كامب ديفيد المنطقه ج بسيناء وهي المواجهة لاسرائيل هى منطقة مصرية منزوعة السلاح بما فيها جزيرتا تيران وصنافير ..رغم ان الرئيس السادات فى مسودة الاتفاقية كتب بخط يده ان الجزيرتين سعوديتان وغير تابعتين للإقليم المصرى او الاتفافية …

وعليه فإن عوده الجزيرتين الآن بالتحديد للسعودية لا يلزمها ببنود الاتفاقية المصرية مع اسرائيل حتى وان طلبت من مصر بعد ذلك حق حمايتهما عسكريا فذلك لايعد خرقا للاتفاقية وبالتالى يحق للسعودية لا مصر انشاء قاعدة عسكرية او مطارات حربية بهما لحماية امن الخليج مثلا  …وهو ما يحمل تهديدا واضح لامن اسرائيل الملاحى والقومى …

ثم تأتى ورقة الربط البري بجسر دولى يمر فوق اسرائيل بين مصر والسعودية تهديدا امنيا وتحديدا آخر يستفز الامن الاسرائيلى فى وقت تعانى منه الدول العربية من جماعات تكفيرية كداعش واخواتها وهو ناقل عدوى للجميع لا حامل خير… فمصر تعلم يقينا ان اتمام هذا المشروع ان لم يتم بحذر سيدمر السياحة الاجنبية بشرم الشيخ وسيغير تصنيفها الدولى لان الاكيد انها ستتحول فى احسن الاحوال الى البحرين او مصيف رأس البر .

ورغم هذا التغيير التكتيكى يبقى المنفذ الملاحى الصالح والوحيد امام عابرى خليج العقبة فى يد السلطات المصرية لان المنطقه الصالحة للملاحة تقع فى مياهنا الاقليمية مابين الشاطئ المصرى حتى حدود جزيره تيران …اذا الجزيرتان مجرد موقع يابس لهم استخدمات غير ملاحية …

وعلى ماسبق من مقدمات من ترابط مصرى سعودى بأدوات الجغرافيا و الاقتصاد و التعاون العسكرى بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك بموجب تصريحات الملك سلمان وتطابقا مع رؤى الرئيس السيسى …وما سيعقبها من وفاق وتدافع خليجى حول العقل المصرى والقلب السعودى ومن تعاون مصرى خليجى وزيارات ووفود رسمية ..ستجد مصر طريقا جديدا للضغط على امريكا بتهديد امن اسرائيل ولو بطرح الافكار ..حتى نجد حلا لمفات وازمات المنطقة العربية وعلى رأسها ازمة سد النهضة ودعم اسرائيل له الشريك الاكبر فيه …والملف السورى…وملف التقارب الامريكى الايرانى وتهديد ايران للخليج ودعم الحوثيين باليمن …والدعم الامريكى لتركيا والتطاول الدائم على السياده المصريه …وملف الاخوان المسلمين …والملف الليبي والدور القطرى الداعم للفوضى …وملف الحمايو الامريكية للدواعش والدعم اللوجيستى والسياسي…
 
ملفات كثيره وادوات اكثر ستفتح واوراق ستسقط فى خطوة كانت الاهم والاقوى لخلخلة مخططات الحروب الباردة لتقسيم المنطقه وزعزعة استقرارها…

باختصاااار ..
(من لا يعرف حدود نفسه …لا يجب ان يتكلم عن حدود وطنه)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 3308 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.