الأربعاء , 24 أبريل 2024

يارا الهادي تكتب:  افعل المستحيل!

= 1444

تظل تواجه العالم بمفهومك أنت تعتقد أن أحد لن يؤذيك طالما أنت شخص مسالم سيكف حتما العالم عن أذيتك، مفهوم ساذج لن يبتعد عنك الناس إلا إذا وضعت من البداية حدودا للآخرين، الحياة تحتاج منك عينا يقظة… لكن تظاهر بأنك نائم، كلام الناس كثير ولا ينتهي إذا أطلقت تفكيرك ووعيك لدغات العقرب ستموت حقا، سموم البشر ليست فقط في نظراتهم بل في حروف كلماتهم أنا لم أقرأ عنهم في الكتب، أو في حواديت الآخرين أنا رأيتهم بعيني وسمعتهم بأذني وتكررت كلماتهم الجارحة وسمعت قلبي ينكسر، حتما ستمر بكل المشاعر، ستنجرح وتشفي، وتنجرح مرة تلا الآخر حتى يعلمك الله شيئا، تقرأ نفسك على دراية كافية كيف تتعامل مع أزمات حياتك، ومع من حواليك هكذا ستكون حياتك لا تمشي على وتيرة واحدة تارة تحقق نجاحات وتارة أخرى تفشل، تارة تحب وتارة تنتهي نار الحب، وتأتي نار الفراق لذلك اسأل نفسك سؤالا هل ستذكر ذاك الشيء بعد خمس سنوات وستشعربنفس ذلك الحزن والخذلان وإجابتك لا سأقول إن ذاك المواقف لا يستدعي منك حزن أكثر من بضعة ايام وتشفي وتعود أفضل من السابق.

علمتني أمي الوفاء لأبعد الحدود وحتى في الرحيل أن أكون ذات خلق وألا أنسي العشرة أبدا ولا أكسر قلب أحدهم ولا أغلق الباب في وجه شخص طلب مني المساعدة والنصيحة، ولا أحمل في قلبي مشاعر الكره ولا الحقد مهما قست علي الحياة ومهما أوجعني المقربون، علمتني أن ابتسم حتى في أشد المواقف حزنا صنعت مني امرأة قوية ورقيقة في ذات الوقت.

نتظاهر بأننا أقوياء ولكن الضعف والحزن وخيبة الأمل بداخلنا لأننا مهما بلغنا من قوة نحتاج من يدعمنا ويسمعنا ويزرع الثقة ويحبك على حقيقتك… أشعر بالحزن من الأهالي حين يكونون هم نقطة ضعف أولادهم مع أن من المفترض أن يكون الآباء والأمهات هم أول داعم لأولادهم حتما الخيبات تبدأ في طفولتنا وعليك أن تفهم أنت لماذا تقسو على نفسك لهذا الحد وأن المشكلة فيك أنت مع الأسف المشكلة الحقيقة تبدأ منذ طفولتنا وتتأثر بكل تأكيد بالآباء والأمهات، قبل أن تلوم نفسك، أسأل ذاتك كيف كنت في طفولتك… هل كنت طفلا سعيدا تشعر بالأمان وبالاستقرار… تجد من يسمعك يفهمك ويشعر بيك… أو هناك حقيقة كنت تنسها.

منذ مرحلة الطفولة يختلف الأطفال مع اختلاف أنماطهم العاطفية وينمو بعض الأطفال وهم يشعرون بأنهم محبوبون ومرغوب فيهم، بينما الأطفال الذين يشعرون أنهم غير محبوبين ولا أحد يرغب فيهم ولا يقدرهم.

فإنهم يطورون لغة أساسية للحب العاطفي… وهذا يعتمد بشكل أساسي عن تركيبتهم النفسية وعن الطريقة التي يعبر بها آباؤهم لذا يكون لديهم القدرة عن التحدث والفهم من خلال لغة أساسية واحدة للحب أما على عكس الذين لا يشعرون بأنهم محبوبون من قبل آبائهم وأقرانهم يطورون لغة الحب لكن حتما ستكون مشوهة.

أشعر بكل شخص تعرض لخيبات من الآباء والأمهات وكمْ يكون هذا الشعور قاسيا ومؤلما… لكن حان الوقت أن تعرف ذاتك وتتصالح من أخطائك أن كنت تريد أن تكمل حياتك وتتغاضى مما كان يزعجك في الماضي من خيبات.

أستمر في معرفة نفسك ومن أنت وكيف وصلت لذلك وهل تريد أن تكمل حياتك بأي صورة وفي أي رواية، فمعنى الحياة الحقيقي فيك أنت إذا أكثرت من الأسئلة وتوصلت لي إجابة فأنت قطعت نصف الطريق والباقي كيف تشكل حياتك القادمة بعيدا عن معضلات الماضي والسير للأمام، اجعلها خطوات افهم واطلع على الإجابات وخذ وقتك في التفكير والبكاء ولكن لا تتردى في العودة والامتنان لكل شيء في حياتك من دون شك ستكون حتما شخص منبهربقوتك ويعود شعور الابتهاج لأن ملامحك لا يليق بها التعب.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1679 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.