يحتفل كوكبنا هذا العام باليوبيل الذهبى ليوم الأرض وهو يلتقط أنفاسه ويتعافى من بعض الأضرار التى ألحقها به النشاط البشرى ويثبت لنا أن الحدود الفاصلة بين الدول لم تعد موجودة بدليل تفشى فيروس كورونا العابر للحدود.
فالجائحة كانت أشبه بانذارعاجل من أمنا الأرض لمراجعة الأنشطة التى أضرت بالبيئة وأدت لتغيرالمناخ الذى يعزز فرصة انتقال الأمراض المعدية مثل كورونا من الحيوانات للبشر، فوفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تأتى75%من الأمراض الجديدة التي تصيب البشر كل4أشهرمن الحيوانات. لهذا فان احتفاء هذا العام يؤكد على أهمية التنوع البيولوجي بوصفه مؤشرا على صحة الأرض ولتأثيره في تخفيف انتشار مسببات الأمراض فى ظل تعرض نحو مليون نوع من الحيوانات والنباتات للانقراض.
ورغم معاناة البشر من اجراءات الاغلاق وتضرر الاقتصاد العالمى، الا أن “كورونا”منحنا فرصة غير مسبوقة لإعادة التوازن لكوكب الأرض بحصوله على”إجازة مؤقتة”، ونبه العالم لتأثير الاحتباس الحراري بعد انخفاض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون25%وتعافى طبقة الأوزون بدرجة كبيرة وكذلك50%من الشعب المرجانية. ونشرت وكالة “ناسا”فيديو لانخفاض التلوث البيئي بالعديد من المدن الاقتصادية وتحسن جودة الهواء في337 مدينة حول العالم بنسبة 11.4% مقارنة بالعام الماضي.
وبالتزامن مع احتفالنا بيوم الأرض2020ينبغي أن يكون خفض الانبعاثات الكربونية في مقدمة اهتماماتنا بالتحوُّل مثلا نحو وسائل النقل الأنظف. واذا كانت البيئة هى المستفيد الأول من الحجر المنزلى والاغلاق، الا أن ذلك ينعكس علينا ايجابيا بشرط ألا نفوت الفرصة ونتصالح مع الطبيعة ونتحول لاقتصاد أكثر استدامة.
——————
* مدير تحرير أخبار اليوم.
hebahusseink@gmail.com