—
كل عام وكل أم مصرية وعربية وغربية كمان بخير.. لأن الأمومة لا تختلف بالجنسية ولا الديانة.. والأمومة فطرة خلقها الله في قلب كل أم حملت وولدت وأرضعت وسهرت الليالي.
وكل عام وكل ابن وابنة بارين بالأمهات في يوم عيدهن برغم ما تستحقه الأم من احتفالية كل يوم وليس كل سنة.
ونحتفل هذه السنة بعيد الأم مع أزمة انتشار فيروس “كورونا” بكل ما تفرضه علينا من قيود في الحركة والتجمعات.. ومع ذلك حب الأبناء سيصل لأمهاتهم مهما كانت المسافات بينهم وبين أمهاتهم.
وخصوصا أمهات اليوم اللاتي تتراوح أعمارهن بين الـ٣٥ والـ٤٥ عاما..ومازلن يحرصن حتى الآن على تقديم الهدايا لأمهاتهن… وقطع المسافات من أجل الذهاب إليهن وتقبيل أياديهن.. والتمتع بالنظر في عيني الأم بما فيها من سعادة وفرحة.. والارتماء في أحضانهن عوضا عما يلاقونه من جفاء من أبنائهم.
لكن السؤال المؤلم: ماذا عن أبناء هؤلاء الأمهات الشابات؟
بكل أسف أقول أن هناك أبناء من هذا الجيل الجامد المشاعر القاسي القلوب.. قد يكون بينهم وبين أمهاتهم سنتيمترات ولا يشعروهن بأية عاطفة بنوة.. ولا يشعروهن بأي تقدير لأمومتهن..مما يجعل كثير من الأمهات يشعرن بقسوة هذا الجيل على أمهاتهم.
وتتساءل هؤلاء الأمهات: من أين جاءت هذه القلوب القاسية.. وما الذي جعلهم هكذا؟ برغم تفاني الأمهات في تربيتهم ..والاهتمام بكل تفاصيلهم.. والحرص على كل ما يرضيهم ويسعدهم..ونستغرب جميعا كيف كانت أمهاتنا بكل هذه الدرجة من الحكمة والفطنة.. وكيف ربتنا أمهاتنا بكل تلقائية وبساطة؟
فلماذا تغيب المشاعر عن أبناء هذا الجيل من الشباب والفتيات؟.. ولا يكاد أكثرهم يبالي بالأم..ولا يتخيلون نتيجة هذا التجاهل على قلوب أمهاتهم من انكسار وحسرة!
ومع ذلك..لا أنكر وجود أبناء حانية قلوبهم على الأمهات..ولمثل هؤلاء أقول: شكرا لكل قلب يشعر بأمه ..ويحنو عليها.. ويسعدها في يوم عيدها.. ولا يجعلها تشعر بجرح في أمومتها.