—
يعرفن في المجتمعات الغربية بمسمى الـ ( سنجل وومن – Single woman )..وفي المجتمعات العربية يعرفن بـ ( الخايبة و اللي حظها مايل والعانس)، الترجمة (المطلقة أو الأرملة ومن لم تتزوج أو تأخرت في الزواج).. تلك الفئة والتي تبعا لمعايير وعادات مجتمعنا العربي (المتدين بطبعه) تعد “فرز تاني” بلغة التصنيع ..فرز تاني معنويا وأخلاقيا وحتي ماديا ..!
لو إحدى نساء الفرز التاني حاولت التواجد وممارسة حقها الإنساني في التعايش بالحياة، لوجدت عشرات الألسن “أصلها معقدة ومعنسة – أو- هي لو كانت فالحة كانت فلحت في بيتها الأول, وكمان عيب أصلا تتكلم – أو- ويا سيدي تلاقيها بتجر رِجل ما هي خلاص عيارها فلت ومن غير راجل ولا حد يلمها – دي هتموت على راجل” .
ده على أساس إن المرأة العربية مفلوت أمرها كده بالفطرة، ووجود الراجل وحده بصورة الأب أو الأخ ثم الزوج هو وحده الرادع اللي يخليها ( يمين ), ولولا وجود هؤلاء الرجال بمختلف مراحل حياتها لما خشيت أحد ولعادت لفطرتها الأولى وليس الخوف او الوازع الديني أو المعايير الأخلاقية أو حتى إحترامها وخوفها على قدسيتها, قبل أن يكون الخوف من رجل هو نفسه من يحاول إنتهاك تلك القدسية.
فهو الرجل.. ربنا يحميه ويكمله بعقله، يعي تماما حدود دينه وخاصة ما حلله وشرعه الله سبحانه وتعالى..!! ولذلك هو بنفسه من وضع تلك النسوة في خانات الفرز التاني، خاصة أخلاقيا.. نساء من المفترض أن المجتمع نصبه كرجل مصدر الأمان والحماية لهن، لدرجة أن وجوده ولو مجرد (ظل) يكفي.!!
أما لو كانت تلك المرأة بين رفيقاتها لوجدت من تقول ” ما هي بلا جوازة و عايزة تخطف الراجل” (على أساس إنها خايفة على الحيلة )، ثم لترد بلحظة ” على إيه يعني؟ اللي أخدته اللي في البيت تاخده اللي بره”!
فهي تخاف عليه ليس من باب المحبة بقدر ما هو من باب أن العيش بظله أفضل من ظل الحائط.. ثم إن هناك تحت ظلال حوائطها العديد من أصدقائها, إخوانها, عشاقها ورجالها. ولكنها تعلم أن مجتمعها يغض الطرف عن المرأة طالما كانت بظل رجل و(المتجوزة العين عليها أقل) لذلك ورغم أنها زهدت به.. لكنها تحتمي بظله، ولا تريد منه أكثر من صفته لإستيفاء معايير (الفرز الأول) أمام مجتمعها.
ذات المجتمع الذي قد ينهش أخلاقيا وعمليا وحتى فكريا في أخرى خشيت الخالق وليس المخلوق, تمسكت بحدود الشرع وليس العُرف..
فكانت النتيجة.. أن إستفاد بعضهن من عادات وثوابت مجتمعاتهن، وبمكر تحايلن عليها تحت قوة و حماية “ظل” رجل البيت.
بينما البعض الآخر منهن حاولن تقويم معايير وأحكام وعادات عقول تتبع الظن وما تهوى الأنفس.. وما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان.. وإتبعن فقط شريعة ومنهاج الحق.
—
كاتبة ومتحدثة عامة، ومؤلفة كتاب “النص الحلو”.