يهل علينا شهر رمضان المبارك بأيامه ولياليه.. وبركاته.. وكل سنة واحنا كلنا طيبين.
وتهل علينا مع أيام رمضان طوفان اعلانات شركات المحمول.. وكل شركة تحشد أغلى وأشيك فنانين فيكى يا مصر والدول العربية، وكل شركة تدفع ملايين اكتر من أختها الشركه المنافسة، علشان إعلانها ينتشر فى رمضان على كل الفضائيات، وتدفع ملايين اكتر علشان يتعرض قبل الفطار.. وبعد الفطار، وقبل المسلسل، وفى وسطه، وقبل النهاية، وتلاقى الشركة من دول ملبسة الفنانين فى إعلانها لون الشركة المميز، إيشى برتقالى، وايشى أخضر، وايشى بنفسجى، والأحمر بقى وآخر زهزهة!!
ملايين بالمئات، وإعلانات، وفنانين، وفى النهاية، المشتركين فى جميع هذه الشبكات بلا استثناء شكواهم واحدة، الشبكات رديئة، والتواصل عبر خطوط المحمول أصبح عذاباً، ما فيش مكالمة تكمل للآخر ولا حتى تسمع اللى بيكلمك، تمشى فى أى شارع تلاقى أغلب الناس واقفة فى البلكونات تعمل مكالمة.. لأن داخل الشقق لا يوجد إرسال نهائيا، كل شوارعنا الشعبية بلا شبكات محمول داخل البيوت، وحتى المناطق الراقية، الناس ضجت واشتكت، وجهاز تنظيم الاتصالات وحماية المستهلك.. غافل أو متغافل ومازال نائما ولا يبالى!!
لأن شركات المحمول فى مصر لا تفهم أنها تحقق أرباحا خيالية من جيوب المشتركين، وأن ما تدفعه للدولة من ضرائب ورسوم هو حق للدولة، وليست هبة أو منة أو بقشيش لخزانة الدولة، مقابل أن يتجاوز مرفق تنظيم الاتصالات ويغض البصر، ويعمل نفسه نايم، عن رداءة أداء الشركات وسوء خدماتها وتهالك شبكاتها، وأن واجبه هو مراقبة أداء الشركات وضمان تقديمها خدمة محترمة للمشتركين وضمان حق المشترك.. ولكن مرفق تنظيم الاتصالات وحماية المستهلك.. لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.. ومازال فى سبات عميق!
وكل رمضان ونحن نكتب ونكرر نفس الشكوى.. والجهاز المذكور.. لم يستيقظ أبدا!!
—————
* مدير تحرير أخبار اليوم