يحدث كثيرا أن أغضب مثل باقى المصريين من وجود شارع مكسر، من موظف بلا ضمير عطل مصالحي، من طابور انتظار طويل وقفت فيه لإنهاء معاملة، ويحدث أن أعترض وأطالب بتعديل قانون أو معاقبة مسئول لم يقم بواجباته فى أى مجال، ووسط كل هذه المشاكل.. قادتنى الصدفة لمشاهدة فيديو لأحد الإخوة السوريين على اليوتيوب يتحدث فيه بحب شديد عن جدعنة أهل مصر معه ومع أسرته بمجرد قدومه إلى أرضها.
أفتش على اليوتيوب فأجد سوريا آخر يعرض فيديو ثانياً وثالثاً وعاشراً، لسوريين على أرض مصر يسهبون فى الحديث عن أهل مصر وشهامتهم وأصالتهم، يسردون مواقف متعددة خذلهم فيها القريب والبعيد، ولم يخذلهم فيها المصريون، ورغم ما سمعوه عن انعدام فرص العمل أو صعوبة الحياة فى مصر إلا أن الواقع قد فاجأهم، وحفاوة الاستقبال من المصريين أنساهم ما لاقوه من جفاء فى دول غيرها ساقتهم أقدارهم إليها فلم يجدوا الدفء ولا المأوى ولا حسن المعاملة، أحد الإخوة السوريين فى فيديو بكى وهو يتحدث بحب جارف عن موقف المصريين معه وهم يمنعون حملة الإشغالات التابعه للحى من أخذ بضاعته لوقوفه فى الشارع دون إذن، تاركين بضاعتهم ومصدر رزقهم ترفعها البلدية، وهمهم الأوحد منع أخذ بضاعة السورى قائلين لرجال البلدية سيبوه ده سورى.
على اليوتيوب عشرات بل مئات الفيديوهات لإخوة سوريين يروون قصصا رائعة عن حياتهم فى مصر التى فتحت قلبها لهم، ورحب بهم أهلها بينهم دون تفرقة بين مصرى وسورى عكس الكثير من الدول التى لجأوا إليها فخذلتهم.
فى لحظات..شعرت بمدى أصالة مصر وشعبها الطيب، صحيح أن هناك كثيراً من الأمور تغضبنا وكثيراً من الصغائر نشكو منها، إلا انها لا يجب أن تنسينا أد إيه بلدنا جميلة وعريقة، وأد إيه شعب مصر أصيل وطيب وبلا مثيل، وفوق كل هذا..أدركت كم يجب ان أكون فخورة لأننى واحدة من أبناء مصر.
وبالفعل…يحق لكل مصرى فينا أن يرفع رأسه فوق…لأنه مصرى.
——————-
* مدير تحرير أخبار اليوم