الخميس , 28 مارس 2024

إدارة الخطوبة: مقياس الاختيار الرابع (التوافق الاجتماعى)

= 2840

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

أشرنا فى المقال الأول إلى مفهوم الأسرة بشكل عام وأن الاسرة هى علاقة متعددة الجوانب لا يصح أن نراعى جانبا دون الآخر وأوضحنا هذا بشكل مُفصل، وفى المقال الثانى من تلك السلسلة أشرنا إلى المقياس الأول من مقاييس اختيار شريك الحياة وهو (حد أدنى من الاعجاب والارتياح) وأوضحنا أيضا هذا بشكل مُفصل، وفى المقال الثالث أوضحنا أهمية المقياس الثانى فى عملية الاختيار وهو التناسب فى الطباع، وفى المقال الرابع تحدثنا عن المقياس الثالث وهو (مقياس التنشئة) واليوم نتحدث عن مقياس آخر مهم وهو (التوافق الاجتماعى).

حد مقبول من التوافق الاجتماعى فهذا مهم… ليس دعوة منا للعنصرية ولكن حرص منا على تجنب مشاكل نحن واثقين إنها ستحدث فى المستقبل نتيجة عدم التوافق الاجتماعى، ليس هناك مانع دينى أن يتزوج ابن بواب الفيلا بنت صاحب الفيلا، ولكن هناك مانع نفسى واجتماعى، لأن هذا سيُحدث الكثير من الحساسية بينهما، ربما هى تقول كلمة دون قصد تشير فيها إلى وضعها المادى فتهدم تلك الكلمة البسيطة جدران هذا البيت، أكرر ليست دعوة منا للعنصرية، ولكن دعوة للحرص.

ثم أريد أن أوضح هذا الأمر أكثر حتى لا يختلط الأمر على الناس، ربما شاب فقير أو متوسط الحال ولكنه مهندس مثلا أو طبيب، أو يعمل فى إحدى الشركات المحترمة أو لديه مستقبل واضح (لديه شركة صغيرة أو مصنع صغير أو تجارة صغيرة ولكنه ناجح وتقدم لابنتك وانت صاحب المكانة والثروة، هذا ليس عدم توافق إجتماعى خصوصا وإن كان من أسرة كريمة ولكن ليست غنية أو مرموقة ولكنها محترمة فلا مانع أبداً أن تزوجه ابنتك (إذا وافقت هى طبعا ً) فأنت لم تبدأ حياتك بهذا المستوى ولكن بدأت صغيرا ثم كبرت والدليل القوى جدا على هذا هو النموذج المُحمدى فحين تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة كانت هى سيدة أعمال وكان هو يعمل عندها، ولكنه فى الوقت ذاته هو ابن سيد قريش (ابن رئيس دولة بلفظ اليوم) أنظروا هو فقير نعم ولكن نَسبه رفيع المستوى، وأخلاقه معروفة للجميع، هذا هو التوازن الذى أدعو اليه.

لذلك لا تأتي فتاة مثلا تقول لأسرتها أريد أن أتزوج فلانا وهو لا عائلة له ولا نعرف أصله ولا عائلته ثم تقول إن السيدة خديجة فعلت هذا فالنبى كان فقيرا!! نقول لها هذا استشهاد فى غير محله، كان فقيرا نعم ولكنه كان هو من هو كان الصادق الأمين ابن سيد مكة ورئيسها، فكان أصله معروف وأخلاقه معروفة، بصرف النظر عن فقره، بالاضافة الى إنه كان لديه عمل معروف وناجح فيه… صحيح هو يعمل عندها ولكن له عمل وراتب، أو تأتي أخرى وتريد أن تتزوج بطالب فى الجامعة لا نعرف كيف سيكون عمله أو مصدر دخله وحجتها فى هذا إنها تحبه.

نحن نحترم الحب ونقدره ولكن علينا فى الزواج أن نفكر بعقولنا قبل قلوبنا، أعلم أنك ربما حين تقرأين هذا الآن ترفضيه أو لا تقتنعى به ولكن أعلمى تماماً إننا لا نقول هذا كى نضلك أو لأننا لا نريدك أن ترتبطى بمن تحبيه ولكن ثقى فى أن ما نراه فى الجلسات الأسرية إنما تدمع له العين وفى معظم الحالات تقول الزوجة انى تزوجته عن حب!!

ولا تقولى لى أنا حالتى مختلفة، أصله بيحبنى حب جنون، أصل كذا أو كذا، أقسم لك لو كان مسموحا لنا أن نسجل شكوى تلك السيدات لأسمعتك كلامهن، قان نفس الذى تقولينه الآن، انهن كن يعتقدن أن حالتهن مختلفه، وأن حرارة الحب التى بينهما ستعصمهما من أى شئ ولكن ذهب كل هذا مع عدم التأنى فى الاختيار وإحكام العقل
فالأمر ليس بالموافقة لمجرد أن الفقر لا يعيبه، ولا الرفض لأنه فقير، الفقر يعيبه إذا اقترن هذا الفقر بعدم وضوح الهوية والمستقبل (فقير وعاطل – فقير وسيئ الخلق – فقير ولا يسعى للعمل – فقير ومؤهله التعليمى على غير المستوى – الخ الخ) هنا الفقر يعيبه ولا بد من رفضه ليس عيبا فى الفقر ذاته ولكن عيبا فى الشخصية ذاتها.

أخيراً أقول… إن التوافق الاجتماعى أمر فى غاية الأهمية علينا أن نراعيه عند الاختيار… علينا أن نختار ما يناسبنا (تعليمياً ومادياً وأجتماعياً وتنشائتاً وفكراً).

حفظ الله شبابنا… حفظ الله مصر… أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً
—————-
* مدرب مهارات زوجية.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 256 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.