الخميس , 2 مايو 2024

بين المدح والثناء..وقبول النقد!

= 1056

بقلم: حسين المعمري

بلا شك أنه مع تنوع منصات التواصل الإجتماعي المختلفة مثل الفيسبوك وتويتر وغيرها تتنوع معها أيضا غايات وأهداف أصحاب الحسابات والمتابعين مما يؤدي لتعدد وتنوع المواضيع والمنشورات.

ومع اقتناعي التام بأن النوايا والأهداف قد تختلف من مستخدم لآخر وكذلك النهج والإسلوب في الطرح إلا أنه في أحيانا كثيرة تجد أن ما يُطرح ويُنشر من مواضيع من قبل البعض لا يتجاوز أن يكون نشراً ليوميات أو منشورات قد ينظر لها البعض بشيئ من الاستهجان وقد يجدوا فيها ما لا يتناسب مع شخصية صاحب المنشور ولامكانته العلمية أو الإجتماعية وبلا شك هذا التباين في الآراء تحدده القناعات و وجهات النظر المختلفة والتي بسببها ينشأ الحوار والنقاش وأحيانا الجدل.

ومما يثير التعجب والإستغراب في هذا الشأن هو تعاطي وتعقيبات كثير من المتابعين مع مواضيع ومنشورات بعض أصدقاؤهم في تلك الوسائل وبالأخص اذا كان صاحب المنشور ذا منصب أو مكانة إجتماعية فتجدهم المتابعين يكيلون سيل من الإعجاب و تعقيبات المدح والثناء والإطراء بصورة مبالغ فيها مع كل منشور غالبا مايكون بدافع المجاملة وكسب الود ومع ذلك لا أجد ضيراً ولا ضرراً في هذا الأمر لكن المؤسف والمحزن يكمن في أن من يتلقىٰ هذا المدح والإطراء لا يقبل بالرأي المخالف أو التعقيب المتجرد من العاطفة والبعيد عن المجاملة فيعتبر صاحب الرأي المخالف في نظره إما ناقم أو ساخط وكأنه من الواجب على جميع المتابعين تقديم الدعم وعبارات المدح والثناء لأي منشور وان كان لا يتجاوز عن كونه احدى يوميات أو ممارسات صاحب المنشور اليومية والتي قد لا يوجد فيها ما يستحق التعقيب أو التمجيد !!

وما يجعل الأمر أكثر سوءاً هو أن يكون أصحاب تلك المنشورات من الفئة التي تنادي بالتعددية وحرية التعبير عن الرأي لكن عندما يتعلق الأمور بما ينشرونه تختلف المعادلة فبدلاً من تقبل الرأي الأخر وتوضيح الصورة تجدهم يعمدوا لحذف الردود التي قد يكون فيها شيئ من النقد لما ينشروه وفي أحياناً كثيرة يصل الأمر لحظر كل من تفاعل مع منشوراتهم بصورة سلبية قد لا تروق لهم أو تكون بعكس توقعاتهم.

عموما لا أجد المشكلة تكمن في صاحب المنشور أو كاتب الموضوع فقط وإنما في سطحية بعض المتابعين و كثرة المجاملات هي من تجعل صاحب المنشور يعيش النرجسية و الأنا فلا يقبل الحقيقة ولا أي رأي مخالف!!

في النهاية ليس بالضرورة أن يتلقىٰ الشخص الدعم والإطراء لكل ما ينشر بل على العكس لابد أن تكون هناك مساحة لتقبل الرأي الآخر اذا كان الهدف من النشر هو النقاش و تبادل الآراء والأفكار أما اذا كان الهدف هو البحث عن التمجيد وحب الظهور والشهرة فبلاشك سيكون أصحاب الرأي المخالف منبوذين و أعداء في نظر صاحب المنشور!!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 9707 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.