أراها قادمة نحونا تشبه شعاع شمس تشرق في سماء الكون لأول مرة ! تدفع بها سنوات مرت أخذت منها ، ومن أحلامها أعوامًا ليست بقليلة . العمر قد مر بها ، ولكنها لم تمر به مطلقًا . بقيت بداخلها أحلام سكنتها ، وشيدت منها صروحًا عدة . لم يتبدد حلمها القديم في إيجاد ذاتها . حلمها الآن يناديها يحدثها ، ويتردد بداخلها صداه ! يدعوها أن تقوم ، وتجاهد ، وألا تعود بكفيها فارغتين . يدفعها الأمل في أنه سوف يأتي عليها ذلك اليوم الذي ستحطم فيه قيودها ، وأغلالها .
أراها تسارع بخطوات تشبه خطوات طفل أتقن تعلم السير حديثًا ، فامتزجت السعادة بخطواته ، وتسابق مع ظله فرحًا حين نجح في أن يلفت إليه الأنظار ! أراها تعبر الطريق الذي حجب عنها عمرًا طويلًا طوته المسئوليات التي فرضت عليها فبقى بداخلها كورقةٍ من كتاب أطبقت عليها في غفلة منها فسجنتها داخل منطقة حيرتها .
الآن أراها تتحرك بعد أن تمكنت من تدمير مانعها الجاثم على صدرها . انطلقت بإصرار ، وعناد . قررت ألا تتوقف ، ولا تهدأ حتى تحقق ماتريد ! برغم أن سعيها في الماضي جاء على غير إرادتها إلا أنها نجحت فيه ، وتحدت نفسها ! تتألم أحيانًا عندما تتذكر أنها سارت في طريق قد أعده لها غيرها ثم تعود وتبتسم من جديد حين تتذكر أنها تقدمت ، وسبقت حلمها !