الجمعة , 29 مارس 2024

مريم الشكيلية تكتب: فوق سطح فقد

= 6485

لم أكن أتوهم كما كنت أظن….
في هذه اللحظة أن أحرر أحرفي من معتقلات صمتي الكئيب إلى حرية السطور الخاوية….
أنا الآن أكتب في غير عادتي فى هذا اليوم الذى لا أستطيع فيه حتى أن أتحدث…
إننى أشعر بهذا الإنعزال والإنطواء الذى يجعلني مقيدة في زنزانة ورقية…

هل يمكنك أن تقرأ سطرا عبر هذا الضجيج الذى يصم الآذان وكأن طبولا تقرع في كرنفالات صاخبة…
هل يمكنك أن تغرف من أحواض الوقت ما يجعلك هادئا فى يوم كل فصوله كخارطة صماء بلا عناوين بلا تفاصيل بلا حياة…

لم أكن أتوهم أننى أحدثك الآن من خلال هذا الحداد الذى يطوقنى وكأننى فيه أحاول أن أطوى الأزقة وحدى أو كأننى ممسكة بعقرب الساعة لأوقف الدقائق المصابة بتخمة الأحداث المؤلمة التى لا تزال عالقة فى جيوب ذاكرتى…

كان من الممكن أن أبقى طريحة ذاك الحداد الطويل فى هذا اليوم…
أشعر بأننى لم أغادر سريرى ونحن في منتصف شمس ملبدة بغيوم الذاكرة…
كيف أمكننى أن أحرك قلمى على بعد سطر واحد وأنا بهذا الإنهيار العظيم الذى يبقينى خائرة القوى كعجوز تزحف على قارعة طريق بردائها الطويل المعتم…

هل تتخيل قساوة ذاك الشعور الذى يستنزفك من كل شي حتى من نفسك…
أن تكون مصابا فى أعمق أعماقك بطعنات فى دهاليز روحك…
هل تتخيل المدى الذى وصلت إليه اليوم وأنا أجر ثوب محبرتى في ذاك الطريق الحجري عند زاوية معزولة…

لا تعتقد أننى أتعمد العيش تحت ركام حرف ولست بمزاجية متقلبة ولا حتى أننى موسومة بسوداوية الروح ولكننى الآن وأنا التى لم أكن أتوقع أن أكتب لك اليوم أطفو فوق سطح فقد.

—————————-

* كاتبة من سلطنة عُمان.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 7077 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.